الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025

الحمير وكلاء الله

 





الحمير وكلاء الله
أنا أقول دوماً ان فكرة الله هي افتراضية يفترضها البشر باعتبار ان هناك خالق لهذا الكون، اعتمادا على مبدأ ان لكل شيء سبب، فوجود سيارة يعني ان هناك مصنع للسيارات.  ولكن فكرتنا عن هذا الخالق الذي نسميه الله، هي فكرة قاصرة، فلا معلومات مؤكدة لدينا عنه، ويكذب من يقول انه يعرف شيئا عن هذا الخالق، وحتى الأنبياء يكذبون في هذا المجال، فلا احد من البشر يستطيع أن يلم بمواصفات هذه القوة العظيمة، وحتى الاسم مختلف عليه بين الأديان والمجتمعات وحتى اتباع الدين الواحد، فهو لدى العرب المسلمين يدعى الله، بينما لدى الأكراد المسلمين حتى يومنا هذا، إسمه خودا.
والى هنا والموضوع طبيعي، وماكو مشكلة كما يقول العراقيون.ولكن ان يظهر شخص ويتصرف بعنجهية ضد البشر معتقداً انه يدافع عن هذا الخالق مهما اختلفت تسميته، ومستخدما العنف مدفوعاً بقناعات دينية وهمية، هنا يكمن جوهر المشكلة، وكل الأديان مارست هذا الدور لفترة طالت أو قصرت. 
فاليهود مارسوا كل الوسائل للتخلص من المسيح، واقنعوا الحاكم الروماني بصلبه. لا بل ظلوا يلقون القمامة على قبر المسيح طيلة ٣٠٠ سنة، وحتى كنيسة القيامة سموّها كنيسة القمامة بسبب ذلك، وعندما تولى حاكم يهودي حكم اليمن في القرن الخامس الميلادي اضطهد المسيحيين بحرقهم في أخدود كبير في الأرض يتسع للآلاف منهم، وذكرت هذه القصة في القرآن باسم اصحاب الأخدود. 
والمسيحيون انفسهم مارسوا نفس الدور. ففي بلاد فارس، في عام ٤١٠ م، وفي زمن يزدجرد الأول، قام كاهن أو قسيس إسمه هشو بتدمير معبد للنار جوار الكنيسة، ولما كان الحاكم من عبدة النار، غضب لذلك واستدعى مطران المدينة، والكاهن هشو وعدد من المسيحيين على الأقل ٩ أسماء، وسألهم عن سبب ذلك، فأنبرى هشو (الحمار) قبل الكل مدافعاً عن فعلته بأسم الإيمان بالمسيح، فطلب الحاكم ان يعيدوا بناء المعبد، فرفضوا، فتم قتلهم، وبدا حملة اضطهاد للمسيحين راح ضحيتها الآلاف واستمرت لعدة سنوات، بسبب احمق اسمه هشو. 
وتفاصيل القصة منشورة في كتاب تاريخ الكنيسة الشرقية للأب البير أبونا، الجزء الأول. وهذه صورة الكتاب والقصة ايضاً.
وفي الإسلام، ما زال الكثير من حمير المسلمين واغبياءهم يدّعون أنهم وكلاء الله والمدافعين عنه، لذا قد يصادفك شخص لا تعرفه ولا يعرفك في بلاد المسلمين ويسألك هل صليت اليوم؟ وهذه المضايقات دفع بالكثيرين إلى كره الله وحتى شتمه وسبّ الذات الإلهية. والحركات المتطرفة الإسلامية مثل القاعدة وداعش تمثل نموذجاً صارخا ً لهذه الوكالات الحمقاء التي دمرت مجتمعاتهم واسقطت دولهم. وفي السعودية كان هناك جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأعضاء هذا الجهاز يتجولون في الأسواق والطرقات العامة ليوجهوا الناس ليكونوا النسخة التي في بالهم مثل تقصير الثوب وحلق الشارب وإطالة اللحية وغيرها. واليوم، ادركت الشعوب ان هذا الأسلوب قد جلب البلاء لهم ولبلدانهم، وان تطبيق القوانين يكفي لحياة المجتمعات بشكل سليم ومعافى ومزدهر.

الثلاثاء، 25 مارس 2025

الاثنين، 17 مارس 2025

الضحية والجزار في التعامل بين ايران وأمريكا

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=861676

الضحية والجزار في التعامل بين ايران وأمريكا


الشيعة الذين يدافعون ضمناً عن ايران بقولهم ان النظام الإيراني ليس مثل النظام العراقي، وايران تملك قدرة على الصبر ومهارة في التفاوض، إنما هم لا يختلفون عن البعثيين في دفاعهم عن قوة صدام حسين حتى آخر لحظة، لا بل احدهم قال لي، قبل يوم من انتهاء المهلة لقصف العراق: هذا مستحيل، تدري صدام عنده حتى نووي، وأمريكا تخاف تهاجمه. 

واخيراً، امريكا غزت العراق واحتلته وجلبت له الكوارث طيلة 22 سنة. 

والحقيقة إن المسألة لا تتعلق بإيران، كما لا تتعلق بالعراق، فهولاء ضحايا، والقرار يكون بيد الجزار لا الضحية. 
ومن الصعب ان تفهم امريكا ما لم تعيش فيها لسنوات، وليس ذلك فحسب، بل ان تكون لك عقلية قادرة على الفهم والتحليل. 
أولا، امريكا ليس لها دين، وهذا يعطيها قوة تفوق على الضحايا المتدينين الحمقى. 
ثانياً. امريكا لا تملك عواطف واحاسيس، وهذا يجعلها لا تتألم ولا تندم على افعالها مهما كانت سيئة وقاسية. 
ثالثاً، امريكا مثل وحش جائع، يحتاج إلى تلقيمه كل ساعة بلقمة كبيرة ليهدأ لفترة من الزمن. وما يهمه هو المال الذي يغذيه، وما تقدمه الدول المتمردة هي أشبه بهدايا المستعصم آخر خليفة عباسي لهولاكو، فقد كانت هدايا لا تليق به، فرفضها هولاكو واعتبرها إهانة له وهو في طريقه لاحتلال بغداد. 
رابعاً، ان امريكا عادة ما تقوم باذلال المتمردين عليها لكي يمتنع الآخرون عن التمرد عليها لاحقاً، ومع ذلك سيتكرر ظهور المتمردين عليها لان المشكلة في سياستها وعنجهيتها. 
خامساً، ان أمريكا عادة ما تسلم امر ضحيتها لاعداء الضحية أنفسهم، لمعرفتها أن هؤلاء سيكونون اكثر انتقاماً منها. كما فعلت بالعراق، حيث سلمت أمره لعودته اللدود إيران وعملائها من الأحزاب الشيعية . وقد بدأت أمريكا بتنفيذ هذه السياسة، عندما سلمت رسالةالتهديد التي أرسلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى خامنئي بيد مستشار الرئيس الإماراتي انور قرقاش وهو وزير سابق للشؤون الخارجية في دولة الإمارات بدلا من تسليمها لسويسرا وهي الدولة الراعية للمصالح الأمريكية في العالم بدلاً عن أمريكا في الدول التي لا تقيم علاقات مع امريكا ، كما جرت العادة، وذلك للخلاف التاريخي بين الإمارات وايران حول عائدية الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، اضافة لخلافات أخرى عديدة. 

لذا لا يمكن التعويل على حكمة الضحية (النعجة) عند الذبح، بل على رأفة الجزار ورحمته وإنسانيته، وأي مماطلة في هذا المسار يجب ان لا تفهم على أنها رضا امريكا على الضحية، فمن عادة الجزار ان يشرب ضحيته بعض الماء قبل الذبح، وتذكروا قول الشاعر العربي الذي يقول: إذا رأيت نيوب الليث بارزة … فلا تظنن ان الليث يبتسم. 

د.رياض السندي
كاليفورنيا في 2025/3/17

الحمير وكلاء الله

  الحمير وكلاء الله أنا أقول دوماً ان فكرة الله هي افتراضية يفترضها البشر باعتبار ان هناك خالق لهذا الكون، اعتمادا على مبدأ ان لكل شيء سبب، ...