الأحد، 2 سبتمبر 2018

مَنْ يُمثّل مسيحيي العراق؟

مَنْ يُمثّل مسيحيي العراق؟

?Who Represents the Christians of Iraq

By Dr. Riadh AlSindy 

د. رياض السندي*


يمكن القول، دون تردد، أن مسيحيي العراق لم يتمكنوا من إختيار من يمثلهم سياسيا، منذ قيام دولة العراق الحديث عام 1921 وحتى يومنا هذا. فهذه المجموعات المسيحية أو الطوائف الدينية، أو الكنائس التاريخية تعاني من إنقساماتها المذهبية وعدم إتفاقها على من يمثلها سياسيا، على الرغم من إتفاقها الظاهري فيما بينها. كما iإنها تفتقد للقوة التي توحدها بخلاف العرب الذين ظهر فيهم الإسلام كقوة موحدة لهم. وفي تاريخ الكنيسة الطويل فإن إتفاق الجماعات المسيحية وأتحادها كان يتم بإرادة الحاكم وقوة السلطة، كما هو الحال في معظم الأقليات والمجتمعات.

وينبغي بهذا الصدد، الإقرار بثلاثة حقائق مهمة عن هذه الجماعات، وهي: -

1. إنها من الشعوب الاصيلة في المنطقة.
2. إنها لعبت دوراً متميزاً في الحضارة العربية وبناء الدولة.
3. إن ايديولوجيتها المتسامحة كانت سبب بقاءها، وعامل خسرانها لمواقعها وتضاءل أعدادها.
وقد حافظت هذه الجماعات على تماسكها فترة طويلة، على الرغم من تقلبات الزمن، فقد وجدت في هذه المنطقة قبل الإسلام وعايشت كل العصور الإسلامية المختلفة، إبتداءا من حكم الخلافة الراشدة وحتى نهاية حكم الخلافة العثمانية عام 1924. أما بعد تأسيس الحكم الوطني في العراق سنة 1921 فقد تضمن الدستور تمثيلا يتناسب وعددهم ومن الاوائل الذين انتخبوا نواباً في مجلس النواب الدكتور سليمان غزالة ورؤوف شماس ألّوس والخوري يوسف خياط ثم تكللت مشاركتهم فيما بعد بتعيين البطريرك يوسف عمانوئيل الثاني عضوا في مجلس الاعيان، وتبعه البطريرك يوسف غنيمة في نفس المنصب حتى وفاته قبل ثورة 14 تموز1958 بأيام قليلة عندما عطلت اعمال المجلسين. 
ومن الناحية المذهبية، فإنهم يتوزعون الى المذاهب الرئيسية الأربع التالية، والتي تقودها كنائس محددة، وهي: -
أولا. الكاثوليك: ويضم الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، الطائفة السريانية الكاثوليكية، الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية، الروم الكاثوليك، طائفة اللاتين الكاثوليك.
ثانيا. الأرثوذكس: ويضم الطائفة السريانية الأرثوذكسية، الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية، الروم الأرثوذكس، طائفة الأقباط الأرثوذكس.
ثالثا. كنيسة المشرق: وتضم كنيسة المشرق القديمة، كنيسة المشرق الآشورية أو الكنيسة الآثورية.
رابعا. البروتستانت والطوائف الغربية: وتضم الطائفة البروتستانتية الإنجيلية الوطنية، الطائفة الإنجيلية البروتستانتية الآثورية، طائفة الأدفنتست السبتيين.
أما من الناحية القانونية، فإن القانون العراقي قد أعترف بأربعة عشر طائفة مسيحية في العراق وفقاً لنظام ملحق نظام رعاية الطوائف الدينية المعترف بها رسميا في العراق رقم 32 لسنة 1981.
إزاء هذا التعدد المذهبي، والاعتراف القانوني، أثيرت بعد عام 2003 مشكلة التمثيل السياسي لمسيحيي العراق، وتحولت شيئا فشيئا الى عقدة مستعصية، وقد برزت توجهات عديدة، عززت من روح الإنقسام لدى هذه الطوائف بدلا من توحيدها، وهي: -
(1) التمثيل وفقاً لمبدأ أسبقية التنظيم السياسي: ووفقا لهذا التوجه، فإن الأحزاب الآشورية هي التي تمثل مسيحيي العراق، نظراً لسبقها للتنظيم السياسي المتمثل بالحركة الديمقراطية الأشورية (زوعا)، الى جانب أحزاب أخرى صغيرة ظهرت فيما بعد، لتمثّل الأشوريين والكلدان والسريان وغيرها.
(2) التمثيل وفقاً لمبدأ الأغلبية العددية :ووفقا لهذا التوجه، فإن الكلدان الكاثوليك يعدون أكبر الطوائف المسيحية في العراق، وهم الأحق بتمثيل مسيحيي العراق قاطبة.
(3) التمثيل وفقاً للإعتراف الرسمي أو الحكومي: ووفقا لهذا التوجه، فإن من يسبق غيره في الحصول على الإعتراف الرسمي هو الأولى بتمثيل المسيحيين، ويقع تنظيم ريان الكلداني المسمى بالحركة المسيحية في العراق، ضمن هذا التمثيل، بالإضافة الى أحزاب وتنظيمات أخرى صغيرة نشأت في بغداد أو إقليم كردستان العراق، وحظيت بإعتراف رسمي. 
إن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم قدرة هذه المجموعات على توحيد نفسها تحت أي مسمى كان. وهذا الأمر ذاته تعاني منه المجموعات السياسية المسيحية جميعها، فالكلدان والسريان في غالبيتهم، يجدون صعوبة في الانضمام الى الحركة الآشورية، لان التسمية تعيق ذلك. كما تعذر قيام أحزاب سياسية مسيحية، لتعارضها مع التعاليم المسيحية السمحاء، ولتلافي أثارة أي صراع ديني غير متكافئ مع الأغلبية المسلمة.

- التنظيمات السياسية المسيحية اليوم
بعد عام 2003 شهد العراق إنفتاحاً سياسياً كبيراً بعد زوال سلطة الحزب الواحد، إلا إن ذلك قاد الى الفوضى نتيجة عدم وجود قانون ينظم الحياة الحزبية في العراق، حتى تاريخ صدور قانون الاحزاب السياسية في 27 آب 2015.
كان الأشوريون سبّاقين في تنظيم أنفسهم سياسيا بعد العديد من النكبات التي ألمت بهم وأخرها مذبحة سميل عام 1933، كما كان خروج البطريرك الأشوري إيشاي مار شمعون منفيا من العراق بعد تلك المأساة الى قبرص، ثم نقل مقر البطريركية الى الولايات المتحدة الأمريكية منذ ذلك الحين والى عام 2015، حيث أعيد الى أربيل شمال العراق مؤخراً، قد ساعد في إنفتاح الاشوريين على العالم وأدى الى خلق تنظيماتهم السياسية، فأنشأت الحركة الديمقراطية الأشورية عام 1979. كأول تنظيم سياسي مسيحي عراقي.
وفي جانب أخر، كانت الكنيسة قد نقلت التراث الكلداني عبر القرون لكنها لم تكن في موقف يحث الشعب على استخدام الاسم الكلداني في فضاء التعامل السياسي فبقيت الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية تنأى بنفسها عن الجوانب السياسية للمسألة القومية لشعبنا الكلداني بعكس الكنيسة الآشورية التي لم تألوا جهداً للمساهمة الفعالة في تنمية الروح القومية لشعبها. 
كانت البداية في انبثاق التنظيمات الكلدانية في تأسيس المركز الكلداني للثقافة والفنون في دهوك سنة 1996 وعمل على نشر الوعي والثقافة والتعريف بتاريخ الكلدانيين. وفي عام 1999 كانت هناك جهود حثيثة لتأسيس حزب سياسي قومي للشعب الكلداني وفي 1/ 10/ 2001 اثمرت تلك الجهود عن انعقاد اجتماع موسع ضم 35 شخصية كلدانية، وتم الأتفاق على وضع النظام الداخلي لحزب سياسي كلداني. وقد كانت ولادة حزب اتحاد الديمقراطي الكلداني المعروف.
ولم تظهر التنظيمات الكلدانية بشكل واضح إلاّ عام 2000، وقبل سقوط النظام في العراق، حيث ظهر حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني، ثم في عام 2005 تشكل المجلس الشعبي الكلداني -السرياني-الاشوري، وغيره.
أما الطوائف الأخرى كالسريان والأرمن والروم واللاتين وغيرهم فقد إرتأوا النأي بأنفسهم عن معترك السياسة نظراً لقلة عددهم، وتجنيباً لأنفسهم من صدمات السياسة وهزاتها في العراق. وإسوة بأقرانهم الكلدان، فلم تظهر الأحزاب السياسية السريانية إلا بعد عام 2003. 
أما التنظيمات المسيحية اليوم، فهي: -
1. الحركة الديمقراطية الآشورية، تأسس عام 1978، أمينه العام يونادم كنّا.
2. حزب بيث نهرين الديمقراطي، تأسس عام1976، أمينه العام روميو هكاري.
3. إتحاد بيث نهرين الوطني، تأسس عام1996، رئيسه يوسف يعقوب متي.
4. الحزب الوطني الآشوري، تأسس عام 2003، أمينه العام عمانوئيل خوشابا يوخنا. 
5. حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني، تأسس عام2000، أمينه العام أبلحد أفرام ساوا.
6. المجلس القومي الكلداني، تأسس عام2007، امينه العام سمير عزو داود.
7. المنبر الديمقراطي الكلداني، تأسس عام2007، أمينه العام سعيد شامايا.
8. المجلس الشعبي الكلداني-السرياني-الاشوري تأسس عام2005، أمينه العام شمزدين كوركيس زيا. 
9. حركة تجمع السريان، تأسس عام 2005، رئيسها نجيب بنيامين.
10. مجلس أعيان بغديدا، تأسس عام2007، رئيسه أسطيفو جميل حبش.
11. كتلة الوركاء الديمقراطية، تأسست عام 2013، رئيسها جوزيف صليوا سبي.
12. كيان أبناء النهرين، تأسس عام2013، رئيسته گلاويژ(كاليتا) شابا جيجو.
13. حركة المسيحيين الديمقراطية المستقلة، تأسس عام 2015، أمينه العام بولص جرجيس بولص.
14. الرابطة الكلدانية، تأسست عام2015، رئيسها صفاء هندي.

- الفصائل المسيحية المسلحة
بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وما تبعه من حل للأجهزة الأمنية والجيش إتسعت دائرة التشكيلات المسلحة خارج سلطة الدولة في العراق ليكون لكل مكوّن ميليشيا خاصة توفر الحماية له وتنفذ أجندته، وفي هذا الصدد شكّل المسيحيون ميليشيا خاصة بهم لحماية بعض قراهم في الموصل.
وأعلنت الطوائف المسيحية في العراق عن تشكيل ميليشيا مسلحة في محاولة لاستعادة بلداتهم التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بسقوط الموصل في حزيران 2014، الذي استولى على مساحات واسعة من العراق في العام الماضي.
وجاء تشكيل ميليشيا مسيحية مشابهة لعمل ميليشيات الأحزاب الشيعية كقوات بدر أو سرايا السلام التابعة للتيار الصدري أو عصائب أهل الحق.
وتشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من 4 آلاف مواطن عراقي مسيحي انضموا إلى ما يسمى "وحدات حماية سهل نينوي" التي قامت الحركة الديمقراطية الآشورية- زوعا- بتأسيسها، وهي الحزب السياسي الرئيسي للآشوريين في العراق، والمدعوم من قبل الحكومة العراقية والبيشمركة الكردية. ومن أبرز هذه التنظيمات المسلحة: -
1- كتائب "بابليون" الجناح العسكري للحركة المسيحية في العراق
وتعد الدراسة التي كتبتها ميرفت عوف بعنوان: «كتائب بابليون» أول فصيل مسيحي مسلح في الحشد الشعبي العراقي (33)، أول دراسة مفصلة عن هذا الفصيل المسلح، والذي دافعت عنه بشكل كبير، نقتطف منه ما يلي: -
" بالرغم من أن أطرافاً مسيحية لا تعتبره ممثلاً لكل المسيحيين إلا أن حركة «بابليون» وهي أول فصيل مسيحي في العراق، أصبحت خلال مشاركتها في عدة عمليات عسكرية منها معركة تحرير الفلوجة، رقماً فاعلاً في الحشد الشعبي وأيضاً في معادلة العملية السياسية المعقدة في العراق.
2- الحراسات التابعة للمجلس الشعبي 
وهي مجاميع من أبناء المسيحيين أوجدهم تنظيم المجلس الشعبي لـ "نينوي" من أجل حماية القرى والقصبات التي يقطن فيها المسيحيون، وكان التنظيم يخصص لهم راتباً شهرياً عن جهودهم، هؤلاء الأشخاص لم يجر إدخالهم في معسكرات تدريب للحماية، كان يقدر عددهم بما يقارب 3000 عنصر.

3- وحدات حماية سهل نينوى (NPU)
عقب تهجير المسيحيين من الموصل على يد تنظيم "داعش" فتحَ بابٍ للتطوع لأبناء الطائفة المسيحية من فرع "زوعا" في عاصمة إقليم كردستان أربيل أمام الشباب والشيوخ؛ لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية ومحاربة التنظيم وتحرير القرى التي سيطرت عليها.
وتشير التقارير الإعلامية المسيحية العراقية إلى أنها مرتبطة بقوات البيشمركة الكردية، وكان تواجدها بقرى المسيحية بالموصل مع مجيء قوات البيشمركة إلى نينوي في 2003 عقب سقوط نظام صدام حسين على يد القوات الأمريكية.
ولدى الحركة الديمقراطية الآشورية 500 مقاتل من المسيحيين الآشوريين يقومون بحماية البلدات الواقعة في سهل نينوي من المقاتلين المتطرفين، وهناك 500 آخرون يتلقون التدريبات اللازمة، إضافة إلى وجود 3000 شخص ينتظرون الدخول إلى معسكرات التدريب.
ويتزعم تنظيم "زوعا" الذي تأسس عام 1982 رئيس قائمة الرافدين النيابية والسكرتير العام للحركة الديمقراطية الآشورية السيد "يونادم كنا"، وهو لديه علاقات وثيقة بحكومة إقليم كردستان العراق.
4- " الـ دويخ نَوشا" كتائب الحزب الوطني الآشوري
سرايا أو "مفارز" هي كتائب تابعة للحزب الوطني الآشوري تشكلت، بعد سقوط نينوي على يد "داعش" في يونيو الماضي، وكان أهدافها حماية قرى وقصبات سهل نينوي، وتشير بعض التقديرات إلى أن عددهم يقارب الـ 200 عنصر، وحسب بيان للحزب الوطني الآشوري ضد ما كان يعرف بتجمع التنظيمات السياسية.
5- قوات سهل نينوي 
وهي كما تبدو قوات تم تشكليها من قبل حزب بيت نهرين، ويبلغ عددها 500 عنصر كدفعة أولى، متوقعا أن تكون أكثر من ذلك خلال الأيام القادمة.
وأكد السكرتير العام لحزب بيت نهرين الديمقراطي روميو هكاري، أن تشكيل قوة سهل نينوي تم بالتنسيق بين الحزب ووزارة البيشمركة، لافتا إلى أنها قوة وطنية ذات خصوصية قومية من حيث المهام والتركيبة وليست حزبية.

6- كتائب "أسود بابل" المشتركة 
كتائب أسود بابل المشتركة، هي قوات حديثة التشكيل ضمن تجربة الحشد الشعبي، الأمين العام لهذه الكتائب هو"سرﮔون يلدا" مستشار المصالحة الوطنية، وحسب بيان التطوع لهذه القوات الرسمية فإن باب التطوع مفتوح للكلدان والسريان والآشوريّين بصورة خاصة، إلى جانب الشبك والتركمان والأكراد والأيزيديّين والصابئة وغيرهم.
ويبلغ عدد عناصر هذه الكتائب أو الفوج الـ 2500، وتشير بعض التقديرات أو المؤشرات إلى أن أعداد التطوع تجاوزت هذا العدد وتعمل تحت غطاء الدولة، مما يستوجب التدريب والتسليح إلى جانب شمولهم ببقية المخصصات والامتيازات حسب التشريعات من رواتب أو في حالة الجرح.

7- كتائب "عيسى ابن مريم" 
سرايا أبناء السريان أو كتائب عيسى ابن مريم، وهي كتائب منطوية تحت لواء الميليشيات الشيعية أو "الحشد الشعبي" قائد هذه القوات هو السيد سلوان موميكا، وتتكون من أبناء "بغديدا" يتلقون تدريبهم في معسكر التاجي وهي سرايا تعمل تحت غطاء الدولة والجيش، تتلقى تدريباً عالي المستوى وستكون مسلحة بتسليح الجيش وتعمل ضمن السياقات العسكرية النظامية. 

- الصراع على تمثيل المسيحيين
واليوم، ينقسم مسيحيو العراق الى 14 طائفة دينية، وهناك 14 حزباً سياسياً مسيحياً، و7 فصائل مسيحية مسلحة، و37 صحيفة ومجلة، وقناتين تلفزيونيتين، وخمس إذاعات، وأكثر من 20 موقعاً ألكترونياً. في الوقت الذي تدّعي جميعها تمثيل مسيحيي العراق، بينما تزداد أمور المسيحيين العراقيين سوءا ويتناقص أعدادهم بإضطراد. فمَن يمّثل مَن؟ وما الذي تحقق لمسيحيي العراق؟
وعلى الرغم من الإحصائيات المؤلمة عن الوجود المسيحي في العراق، وتناقص أعدادهم بشكل كبير، فإننا نشهد تهافت العديد من الطراف على الادعاء بتمثيل المسيحيين بدلا من التكاتف حول إيجاد حل لمأساة هذه الفئة من الشعب العراقي، التي انخفضت أعدادها وفقا لإحصائيات غير رسمية، على الشكل التالي: -
عدد المسيحيين في العراق عام 1987 كان 1,400,000 نسمة
عدد المسيحيين في العراق عام 2003 كان 1,500.000 نسمة
عدد المسيحيين في العراق عام 2013 كان 450,000 نسمة 
وحالياً تبلغ نسبة المسيحيين الى سكان العراق زهاء 4%يتوزعون على النحو التالي 65% :كلدان كاثوليك)14% سريان (كاثوليك وأرثوذكس)16% أثوريون (من طوائف ثلاثة)4% أرمن (من طوائف عدة)1% مذاهب وطوائف بروتستانتية.
وفي آخر تصريح لبطريرك الكلدان لويس ساكو قال: لا توجد احصائية دقيقة لعدد المسيحيين في العراق وبتقديري فإن نسبة المسيحيين في البلد كانت 4% واصبحت الان 2%، بينما كانت نسبة المسيحيين في المنطقة 20%. 
- الكنيسة تسد فراغ مرجعية سياسية حقيقية
في 10/05/2015، وعند ترأس البطريرك لويس ساكو لندوة تعريفية عن الرابطة الكلدانية في بغداد، "وأعتبر البطريرك الكلداني وجود خمسة فصائل مسلحة مسيحية، ثلاثة منها ضمن الحشد الشعبي وواحد تحت لواء حزب البارتي وأخر مع الاتحاد الوطني الكردستاني دليل على أنشطار الموقف المسيحي في العراق ولا وجود لمرجعية سياسية حقيقية تمثله مما دفع بالكنيسة لسد هذا الفراغ". 
ثم عاد ثالثة لتوضيح موقف الكنيسة من السياسة، من خلال مقال بعنوان (البطريرك ساكو يكتب: جدل الكنيسة والسياسة والموقف المبدئي)، نشر على موقع أبونا الألكتروني، جاء فيه:
" يكمن الفساد والخروج عن الموقف الانجيلي المبدئي، عندما تنتقل الكنيسة الى سدّة الحكم وتتحول الى قوّة سياسية وعسكرية تحكم باسم الدين كوحدة مشتركة كما الحال اليوم في بعض دول منطقتنا.
أجل قد تنتقد البطريركية أداء وتبعية البعض، لكنها أيضا لا تريد ان تكون قوة ومرجعية سياسية. والبطريرك لا يسعى ابدا ليكون زعيما قوميا للكلدان ولا قطبا سياسيا للمسيحيين. يكفيه ما له من مسؤوليات واعباء، لكن من واجبه كأب وراعٍ وفي ظل البيئة السياسية والاجتماعية والامنية الحالية على إثر الصراعات المتعددة وظهور داعش وتداعياته، ان يدافع مثل معلمه المسيح عن المظلومين والمقهورين والمهجرين والفقراء، وان يدعو الى تحقيق المصالحة الوطنية والشراكة الفعلية لبناء دولة قوانين عادلة ومؤسسات، ووطن شامل يحتضن الكل على حدّ سواء. من هذا المنطلق بعينه، وبغية ان "نبقى معًا" دعا الى تكوين مرجعية سياسية مسيحية من نخب وأحزاب وتنظيمات ذات اقتدار لتكون الصوت السياسي للدفاع عن حقوق المسيحيين الاجتماعية والسياسية الكاملة، وتقوم بدور وطني رائد بالتعاون مع المرجعيات السياسية الاخرى. وهذا المنطلق بحد ذاته، يبين ضحالة ما يشاع من آراء غير واقعية، والعقبة امام تشكيل كذا هيئة هو التشدد القومي والطائفي!
لا غرو ان للناس آراء وتطلعات مختلفة ومتباينة، وترضية الناس غاية تدرك، الا أننا نستطيع أن نخلص الى القول بأن المرجعية المسيحية ان تشكلت والرابطة الكلدانية ستخففان من وطأة عمل البطريركية لمتابعة تفاصيل شؤون المسيحيين اليومية!". 

- حالات الادعاء بتمثيل المسيحيين وإنكاره

1. كتائب بابليون - الحركة المسيحية في العراق لا تمثل المسيحيين
أصدرت البطريركية الكلدانية بياناً بالعدد 49 في 13 مارس 2016 تؤكد فيه ان لا علاقة لها بكتائب بابليون ولا بقائدها ريان الكلداني ولا تمثلها وان ممثليها الرسميين هم أعضاء مجلس النواب العراقي فقط. هذا نصه:-
"تؤكد البطريركية الكلدانية الا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بكتائب بابليون او غيرها من الفصائل المسيحية المسلحة ولا بالشيوخ الكلدان. 
كان مثلث الرحمات البطريرك الكردينال مار عمانوئيل الثالث دلي قد منح كتبا رسمية لبعض الأشخاص استغلوا مرضه، يعلن فيها انهم شيوخ، لكن منذ تسنم غبطة البطريرك الحالي مار لويس روفائيل ساكو مهامه وجه كتاباً الى المراجع الحكومية يعلمها بانه لا يوجد للكنيسة الكلدانية شيوخ يمثلونها، انما مرجعيتها السياسية هي الحكومة العراقية وان ممثليها الرسميين هم أعضاء مجلس النواب.  
ولم يستقبل غبطته أحدا من هؤلاء ولم يمنحهم أي كتاب أو تخويل". 
ولاحقاً ردّ إعلام البطريركية الكلدانية عبر بيان أو تصريح موجز في 15/2/2017 بعنوان: "البطريركية الكلدانية تستنكر تصريحات السيد ريان الكلداني حول الانتقامات من أهالي الموصل"، جاء فيه: 
"تستنكر البطريركية الكلدانية بشدة تصريحات السيد ريان سالم الكلداني التي تناقلتها نشرات الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي والتي تعلن الحرب على مسلمي الموصل واخذ الثأر من أحفاد "يزيد" زاعما انه ومن معه هم أحفاد "جوني ووهب". هذا كلام غير مسؤول.
اننا نعلن للجميع ان السيد ريان لا صلة له بأخلاق المسيح رسول السلام والمحبة والغفران، ولا يمثل المسيحيين باي شكل من الاشكال، ولا هو مرجعية للمسيحيين، ولا نقبل ان يتكلم باسم المسيحيين. ان تصريحاته المؤسفة تهدف الى خلق الفتنة الطائفية المقيتة. على السيد ريان ان يحترم اخلاق الحرب ويحترم حياة الأبرياء ونعتقد ان الحشد الشعبي يرفض كذا تصريحات ومواقف". 
وبالمقابل، أصدر المتحدث باسم كتائب بابليون السيد ظافر لويس بيانا شديد اللهجة، نشرته قناة السومرية العراقية على موقعها الرسمي في اليوم التالي بتاريخ 16/2/ تحت عنوان 2017، "بابليون" تستغرب تصريحات "ساكو" وتصفه برجل الدين "المسيس" وتهدد بمقاضاته، جاء فيه:
أبدى متحدث باسم كتائب "بابليون" إحدى فصائل الحشد الشعبي، الخميس، استغرابه من تصريحات رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم "لويس روفائيل ساكو" والتي استنكر فيها تصريحاً لقائد الفصيل ريان الكلداني، مشيرا الى ان تصريحات الاخير كانت قبل نحو سنة ونصف، فيما وصف ساكو بأنه "رجل دين مسيس" وتصريحاته "مدفوعة الثمن"، وهدد بمقاضاته. 
وقال المتحدث باسم "بابليون" ظافر لويس، في بيان تلقت السومرية نيوز، نسخة منه، "نستغرب بشدة أن ينساق لويس روفائيل ساكو وراء الاعيب الإعلام المغرض ويكون ضحية التضليل والتلاعب والتقطيع لكلام قاله الأمين العام لحركة بابليون قبل أكثر من سنة".
وأوضح لويس أن امين عام بابليون ريان الكلداني "مازال يوكد بأن داعش هم أحفاد يزيد واتباع الخوارج"، لافتا الى أن "كلام الكلداني كان قبل سنة ونصف السنة، ونقلته الآن وسائل علام تحاول البحث عن مادة إعلامية للإثارة".
واضاف لويس "نستغرب ان ينساق هذا رجل الدين المسيس وراء هذه الحملة المغرضة التي تستهدف النسيج الاجتماعي والديني في الموصل"، مشيرا الى أن "هذا التصريح المغرض للويس ساكو مدفوع الثمن ومن أطراف لا تريد الخير والسلام للعراق وأهله" على حد قوله.
وأبدى لويس أسفه أن "يتحول هذا الرجل إلى مستنقع وعاظ السلاطين وابواق الشياطين ليتخلى عن دوره اللاهوتي وزرع السلام والمحبة في ربوع الوطن ويقحم نفسه في أنفاق الطائفية المقيتة"، مؤكدا "سنقاضيه لكي يرعوي ويتعظ ويعرف حدوده ودوره ووظيفته دون أن يتحول إلى بوق للطائفية ومطية للأصوات السياسية النشاز". 
ورد البطريرك ساكو على البيان أعلاه بعبارة موجزة نشرتها الشرقية في 16/2/2017 بالنص: ساكو يرد على "بابليون": أنا رجل دين عراقي ولست رجل سياسة ولا أحتاج للمال".
وعلى غرار ذلك كان موقف الحركة الديمقراطية الاشورية من كتائب بابليون، حيث صرح سكرتير عام الحركة قائلا: "رئيس هذا الفصيل المسلّح لا يمثّل المسيحيّين، ومشاركته في الحشد والقتال ضدّ "داعش" تمثّله شخصيّاً. نحن نؤمن بأهميّة مشاركتنا في الحرب ضدّ الإرهاب، لكن هذا الشخص بعيد عنّا، ولديه بين 20 و30 مقاتلاً، لكنّ الإعلام يضخّم وجوده لغايات أخرى، خصوصاً أنّ الكنيسة اعترضت على تسمية ريان بـ "الشيخ" لأنّنا في الديانة المسيحيّة ليس لدينا مصطلح "شيخ". إضافة إلى ذلك، بعثت الكنيسة التي ينتمي والده إليها ببيانين إلى الحكومة أكّدت فيهما تخلّيها عنه وأنّه لا يمثّلها، لكنّ الحكومة تجاهلت الأمر وبقي البعض يعتمده كمقاتل مسيحيّ يمثّل المسيحيّين... والحقيقة عكس ذلك". 
2. النواب ممثلي المسحيين الرسميين، ونائب كتلة الوركاء المسيحي لا يمثل المسيحيين
في عام 2016 أعلن البطريرك الكلداني "انما (الكنيسة) مرجعيتها السياسية هي الحكومة العراقية وان ممثليها الرسميين هم أعضاء مجلس النواب".  
ولكنه في عام 2017 صرح إعلام البطريركية الكلدانية إن أحد النواب لا يمثّل المسيحين بقوله: "السيد جوزيف ليس رئيسا للكنيسة الكلدانية ولا للمسيحيين ولا يمثلهم فهو يمثل رسميا كتلة الوركاء، لكنه لا يشرف كتلة الوركاء ولا مجلس النواب. فتصريحاته متهورة وتفتقر الى اللياقة والى المسؤولية. وهذه ليست المرّة الأولى التي فيها يتجاوز على غبطة البطريرك وشخصيات مسيحية وعراقية أخرى. ان هذا النائب (جوزيف صليوا) لا يمثل المكون المسيحي باي شكل من الاشكال ولا يمثل الكلدان ولا يشرفهم، ويبدو انه انسان غير مسؤول ولا يعرف حجمه وحدوده، او مدفوع من جهة معينة". 
3. الحركة الديمقراطية الأشورية تمثل المكون المسيحي، ولا تمثله 
صرح سكرتير عام الحركة قائلا: "نحن كمسيحيّين وممثّلين عن المكوّن المسيحيّ في مجلس النوّاب العراقيّ، لم نطالب بإقامة إقليم، ولا بالانفصال عن العراق، ولا حتّى بأن نعزل في مناطق معيّنة بعيداً عن بقيّة العراقيّين. ما حدث أنّ هناك أحزاباً أوروبيّة وامريكية، وضمن إطار الدفاع عن مسيحيّي العراق، طالبت عبر تصريحات أو بيانات صحافيّة بتخصيص إقليم لمسيحيّي العراق. إذاً، من طالب بهذا هم أناس من خارج العراق، أمّا نحن الذين نناضل في البرلمان، فنعمل وفق مبادئ الدستور العراقيّ، ونؤكّد أهميّة العيش في وطن واحد يجمع العراقيّين بانتماءاتهم كافّة، ونجد في طلب إقامة إقليم، خطوة عنصريّة تعزلنا عن الآخر". 
أصدرت بطريركية بابل الكلدانية بتاريخ 15/1/2012 بياناً الى الشعب العراقي والمسؤولين في الدولة العراقية جاء فيه: " ان بعض السياسيين المسيحيين ونخص منهم بالذكر سعادة النائب يونادم كنا سكرتير الحركة الديمقراطية الاشورية التي لها ثلاث مقاعد في مجلس النواب العراقي وحصلوا عليها عن طريق الكوتا المخصصة للمسيحيين، يقدم نفسه للشعب العراقي والعالم على انه ممثل المسيحيين وهذا لا يجوز فهو يمثل نفسه وحزبه فقط لا غير ولقد دأب في احاديثه على تهميش الكلدان والاقلال من شانهم وتبخيس تاريخهم والاصرار على حصرهم في اطار مذهبي كنسي فقط , وهذه افكار عنصرية مقيته لا يجوز ترويجها في العراق الجديد. ان نظرية الغاء الاخر قد ولى زمنها واصبحت من الماضي غير المشرف، وإذا كان له حق الاختيار للهوية والمعتقد والقومية فمن حق الاخرين ان يكون لهم نفس الفضاء من الحرية في الاختيار لا ان يفرض عليهم رغبات وخيارات لا يرتضونها لهم ومن حق الكلدان ان يفتخروا ويجاهروا بقوميتهم الكلدانية وخاصة انهم يمثلون ما نسبته (70-75) % من مجمل مسيحيي العراق". 
وبالمقابل اصدرت قائمة الرافدين النيابية ايضاحا ردا على البيان الصادر من قبل بطريركية بابل للكلدان حول موضوع رئاسة ديوان اوقاف المسيحيين والديانات الأخرى جاء فيه: " جاء في فقرة (1) من بيان البطريركية بانه لا يجوز تقديم انفسنا ممثلين عن شعبنا وانما نمثل انفسنا وحزبنا، وهنا نود ان نقول بان ذلك يتناقض والسطر الذي قبله في البيان عندما يقول بفوزنا بثلاثة مقاعد من اصل (5) من الكوتة المخصصة للمسيحيين، اذ اننا اعضاء مجلس النواب منتخبين من ابناء شعبنا، ولدينا شرعية التمثيل على الصعيد الحكومي اكثر من غيرنا كما ونمثل كل الشعب العراقي في ذات الوقت". 
ومن جانب أخر، "ذكر القيادي في حركة بابليون ظافر لويس، اليوم الثلاثاء، أن النائب يونادم كنّا لا يمثل كل مسيحيي العراق، وبالتالي لا يحق له ان يقدم ورقة مطالب ضمن إطار التسوية، معتبرا ان المطالَب المذكورة مطالب حزبية خاصة وان على رئيس مجلس النواب ان لا يعتبرها انجازا او مكرمة تقدم للمكون المسيحي. وقال القيادي في حركة بابليون في بيان تلقته "الغد برس"، ان "كنا يحق له التحدث باسم الحزب الذي يرأسه، لكن لا يحق له التحدث باسم مسيحيي العراق كافة". وأضاف أن "مطالب الشعب المسيحي يجب ان تحظى بإجماع مسيحي لم يتوفر بالنسبة لورقة كنا". 
أعلن النائب عن كتلة الوركاء الديمقراطية، جوزيف صليوة، اليوم الاحد، ان كتلته ستقاضي مقرر مجلس النواب، عماد يوخنا، على خلفية “كلمات بذيئة” تلفظ بها على كتلة الوركاء، منتقدا رئاسة مجلس النواب، لحصر تمثيل المسيحيين، بالنائب يونادم كنا. 
ومن جهة أخرى، قال المطران السرياني أثناسيوس توما: يونادم كنا لا يمثل المسيحيين، ويفتح ملف فساد جديد بالوقف المسيحي.. الموظفة سامية بهنام حنو.. وتستر رعد كجه جي.  
وفي مناسبة أخرى، أكد رئيس كتلة الرافدين النيابية يونادم كنا، الأربعاء، أن المؤتمرين في الولايات المتحدة الأمريكية والمطالبين بإنشاء إقليم في سهل نينوى لا يمثلون المكون المسيحي. وقال كنا في تصريح لوكالة /اشنونا الاخباري/ إن “عدداً من الذين يدعون انتمائهم للمكون المسيحي عقدوا مؤتمراً في الولايات المتحدة الأمريكية مطالبين بإنشاء إقليمٍ للمواطنين المسيحيين في مناطق سهل نينوى يتمتع بحكمٍ ذاتي بعيداً عن مشاكل الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان”. وأضاف أن “المطالب المذكورة لا تمثل المكون، لأن المسيحيين سيعرضون مطالبهم المتوافقة مع الدستور العراقي على الحكومة العراقية بعد التحرر من تنظيم داعش الإجرامي”. 
ولم يَسْلم حتى الأموات من الإدعاء بعدم تمثيلهم للمكون المسيحي، رغم إنهم لم يدّعوا ذلك يوما. فقد قال رعد كجه جي رئيس ديوان الوقف المسيحي: إن نائب رئيس وزراء النظام السابق طارق عزيز لم يكن يمثّل مسيحيي العراق بأي شكل من الاشكال في زمن النظام السابق. 
4. البطريرك لا يمثل جميع مسيحيي العراق، بل الكلدان فقط
كتب وسام موميكا قائلا: " وقبل أيام جائت مطالبة البطريرك ساكو واضحة تماما بخلطه للأوراق ومتخبطا في ما دعا إليه في فتوته الأخيرة، متناسيا أنه يمثل الكنيسة الكلدانية فقط ولا يمثل السريان لا كنسيا ولا قوميا ولا يمثل عامة المسيحيين في العراق، رغم رفضنا لمقترحه السابق الذي دعا من خلاله إلى إعتماد التسمية المسيحية لوحدة شعبنا على حد تعبيره !!.. ومتناسيا أن الكلدان والاشوريين تم إدراج تسميتهم في الدستور العراقي وبمسمى (كلدو آشور) وأيضا في البطاقة الوطنية العراقية، أما السريان الآراميون في العراق ونتيجة تآمر الخونة والعملاء عليهم تم إقصائهم وتهميشهم وإلغائهم من الدستور العراقي والبطاقة الوطنية!!!."  

وفي وقت لاحق، "اعتبر رئيس كتلة الوركاء النيابية جوزيف صليوا، اليوم الثلاثاء، تصريحات رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق المعارض لاجتماع بروكسل لا تؤثر على المسيحيين والمؤتمر.
وقال صليوا في تصريح لوكالة "النبأ للاخبار"، ان "المؤتمر انعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل بمشاركة الشخصيات والاحزاب المسيحية بالعراق، اضافة الى منظمات المجتمع المدني لمناقشة أوضاع المسيحيين بعد مرحلة القضاء على تنظيم داعش الارهابي".
واضاف ان "البعض اعتبروا ان مؤتمر المسيحيين في بروكسل غير وطني، لكن الغريب في الامر هم كانوا من ازلام النظام السابق ويعملوا في المخابرات العراقية واحد دول الجوار ويعتبروا عميل مزدوج النظامين".
واشار صليوا الى ان "تصريحات رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق لويس روفائيل ساكو لمعارض لاجتماع بروكسل لا يؤثر كثيراً باعتبار أن المسيحيين العراقيين لديهم مرجعيات بطريركية مختلفة منها الكلدانية والآشورية والسريانية"، مبينا ان "ساكو شارك في المئات من المؤتمرات خارج العراق في امريكا ودول الاوروبية والمنطقة"، متسائلا هل تذكر لويس ساكو اليوم الوطنية وانعقاد المؤتمرات داخل العراق بدلا عن الخارج؟". 

- الحاضر الغائب
أما الحاضر الغائب في هذا الصراع، فهم مسيحيو العراق، الذي يتحدث كل أطراف الصراع وأنصارهم بإسمه. فمن المعروف إن مسيحيي العراق يعشون الان أوضاعا صعبة بعد تهجيرهم من معقلهم التاريخي الثاني مدينة الموصل، بطريقة مشابهة لذات السيناريو الذي حدث عام 1915-1917 عندما أقتلعوا من معقلهم الحصين قوجانس في جبال حكاري التركية أيام الدولة العثمانية، بعد أن غادره قرابة 150 ألف مسيحي، ولم يصل الى العراق سوى ثلث هذا العدد.
ومنذ ذلك التاريخ فقد إتخذوا من تلك المدينة الأثرية حصناً لهم يعوضهم عن معقلهم السابق الذي فقدوه وللأبد، إلا إنه وبعد مرور مئة عام تقريبا، تكررت نفس الهجرة من محافظة نينوى التي إحتلها تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، والمعروف إختصاراً ب (داعش) في 10 حزيران 2014، وإمهلوا المسحيين فيها بإتباع قواعد الشريعة الإسلامية القديمة التي يرجع تاريخها الى ما قبل منذ 1437 سنة تماما، وهي إما دفع الجزية، أو إعتناق الدين الإسلامي، أو المغادرة، فغادرها جميع مسيحيي الموصل تقريبا بعد منحهم مهلة إسبوع واحد تنتهي في 18/7/ 2014، وفقا لبيان صادر من هذا التنظيم، الذي خيرهم بين: 1- الإسلام. 2- عهد الذمة (وهو أخذ الجزية منهم). 3- فإن هم أبوا ذلك فليس لهم سوى السيف، بحسب البيان. 
وفرغت المدينة من وجودها المسيحي الذي إستمر طيلة 1800 سنة، فغادرها نحو 25 ألف شخص، وبذلك انخفض عدد المسيحيين من حوالي مليون و400 ألف في عام 2003 في أزهى عصورهم، الى قرابة نصف مليون حاليا، أو 400 ألف شخص، ما يعني هجرة أكثر من ثلثيهم، أي حوالي 71,5 %، ولم يبقى منهم سوى 28,5 % من المسيحيين سكان العراق. وبإستعادة المدينة تقريبا في هذه الأيام بعد مرور 3 سنوات على وقوعها بيد داعش، ونتيجة للدمار الكبير الذي لحق بها جراء الحرب، فإن السوأل المطروح الأن هو مدى قدرة الجماعات المسيحية الى العودة وترميم مدنها لتعزيز وجودها التاريخي منذ قرابة الفي سنة.

- خلاصة 
يمكن القول إجمالا، أن وضع المسيحيين العراقيين تسوده الفوضى والإضطراب والإنقسام، وهو يمثل صورة مصغرة لوضع العراق عموما بعد عام 2003 وهو بلا شك وضع إستثنائي لا يصلح أن يكون قاعدة أو أساساً للحكم. وإن هذا الأمر نجده لدى الجماعات الأخرى كالأكراد والسنة أيضا، وحتى الشيعة الذين هم قادة السلطة الآن، لأن التقوقع الطائفي والمحاصصة القائمة على أساس المصالح الشخصية الضيقة وإلغاء المصلحة العامة للمجتمع ككل، كانت النهج والسلوك السياسي المتبع بعد سقوط النظام السابق. وإن هذا الوضع قد صيغ ليحقق للبعض مصالحهم الشخصية الضيقة، في ظل أوضاع الفوضى والتدهور على جميع المستويات والصعد، دون أدنى تفكير بالمصلحة العامة، وإن هذه المصالح الشخصية الضيقة هي التي جلبت وستجلب المزيد من الضعف والإنحطاط والتشرذم، وستدفع بآخرين الى سلوك نفس النهج، لأن الفساد ليس حكرا على شخص أو فئة بذاتها. وهذا ما يفسر تزايد أعداد الأحزاب المسيحية وتناقص أعداد المسيحيين في ذات الوقت، وكثرة القادة وبالمقابل غياب الشعب. 
ويمكن لهذا المكون الأصيل من الشعب، أن يعلب دورا في مجال بناء الدولة وإعادة سلطة القانون، لأنها عماد المجتمع وضامن حماية أفراده وحفظ حقوقهم، والسعي لتمثيل عراقي بدل البحث والإجتهاد في تمثيل مسيحي ضعيف، دون الأنسياق وراء أجندات ضحلة ومشبوهة ليس بإمكانها تحقيق أي منفعة لتلك المجتمعات لا بل من المؤكد إنها ستكون سبباً في تدهوره وإنهياره، وباعثا للمزيد من إنقسامه. لا سيما وأن المسيحيون كانوا دوما قادة الوعي المجتمعي، وحاوية الفكر النيّر في العراق، وأن يقدموا مشروعا عراقيا أصيلا يليق بمكون أصيل وبحضارة العراق وتاريخه العريق، وإن المصالح الشخصية الى زوال، مهما تأخر زمنها. والإبتعاد عن الصراعات والمناكفات الضيقة، وبخلاف ذلك فإن هذه الجماعات ستكتب نهايتها بيدها، كما كتبته المكونات الأخرى، مثل المكون السُنّي، وستكون الخسارة جماعية لان المنافع كانت فردية. 

د. رياض السندي
7/7/2017


حكم الشيعة في العراق (البزوغ والأفول)

حكم الشيعة في العراق (البزوغ والأفول) | ساسة بوست

 منذ سنه


د. رياض السندي

منذ 1 دقيقة، 12 فبراير,2017
سؤال ظل يتردد في أذهان الجميع، وهو: لماذا اختارت الولايات المتحدة الشيعة لحكم العراق عام 2003؟ بعد أن رفضت مساعدتهم قبل 12 عامًا، وتهاونت مع صدام على قمعهم في انتفاضهتم التي سمّاها النظام آنذاك بصفحة الغدر والخيانة، ووصفتهم بالغوغاء، فيما سمّاها النظام الحالي بالانتفاضة الشعبانية؟ ولماذا فضلتهم على غيرهم من مكونات الشعب العراقي الأخرى، والسُنة تحديدًا؟
إن الإجابة على هذا السؤال تقتضي البحث باختصار في الجذور التاريخية للأزمة. كما تجدر الإشارة إلى أن ذلك لا يشكل مساسًا بأي مكون اجتماعي، أو مذهب ديني، بقدر ما يشخص السلبيات في كل جانب من أجل تلافيها. فالسُنة والشيعة مكونان أصيلان من مكونات الشعب العراقي، إلا أن استخدام اسم أي مكون لأغراض سياسية خاصة، أو في أي مشروع سياسي يربط الدين بالسياسة، دون الاكتراث لحجم الإساءة التي يلحقها بهذا المكون أو ذاك، هو الذي يطبع هذه المرحلة التاريخية من حكم العراق باسم الشيعة طيلة 14 عامًا الماضية.
ومن الناحية التاريخية، فإن هناك صراعًا خفيًا بين هذين المكونين يستند لأسس مذهبية راسخة، ومصلحية دفينة. وهي بهذا الوصف أشبه بنار تحت الرماد، تخبو تارة وتثور أخرى. وحتى لا يبدو وكأننا نُحَمِّل المسؤولية للدين بما هو كذلك، فلنقل إنها ثابتة من ثوابت الإسلام التاريخي، بل هي الثابتة الأكثر استمرارية فيه، وإن خمدت جذورها أو اتقدت تبعًا لتقلب موازين القوى الممسكة بمقاليد السلطة والدولة. كما أن الغلبة كانت للسُنة الذين انتزعوا الحكم الاسلامي بعد وفاة الرسول مباشرة في الاجتماع المعروف بسقيفة بني ساعدة يوم 13 ذي الحجة لسنة 11ه (632.6.8 للميلاد)، أي قبل 1426 سنة تمامًا.
فمن المعروف تاريخيًا، أن الانشطار السني – الشيعي بززدأ سياسيًا خالصًا، بالرغم من شكله الديني، حيث اتخذ أسلوب العنف في حروب الخلافة التي تتالت فصولها في موقعتين رئيستين: الأولى موقعة الجمل، في عام ستة وثلاثين للهجرة (656 ميلادية) بين علي بن أبي طالب، وبين عائشة، والثانية موقعة صفين، بين علي ومعاوية عام 37 هجرية/657 ميلادية، وفي هاتين الواقعتين: الجمل وصفين ، خَلَّفّ الاقتتال عشرة آلاف قتيل في أولاهما، وسبعين ألف قتيل في ثانيتهما، وقد أعقبت هاتين الواقعتين، بعد خمس وعشرين سنة، مجزرة أقل حجمًا بكثير، ولكن ذات بعد مأساوي أكبر بكثير أيضًا، تمثلت في موقعة كربلاء التي تمخضت في عام واحد وستين للهجرة (680 ميلادية) عن مقتل الحسين بن علي، وعدا بشاعة المقتلة في حد ذاتها، فقد أخذت مأساة كربلاء بعدًا تأسيسيًا لما لن يتردد بعض الدارسين في تسميته بـالديانة الشيعية، بالنظر إلى ما تَوَلَّدَ عنها من شعور بالذنب وحاجة إلى التكفير لدى أهل الكوفة وذريتهم من بعدهم.
ومنذ ذلك اليوم, ظّل الحكم بيد السُنة، على الرغم من انتقاله لأقوام أخرى متعددة ومختلفة من غير العرب، عبرَ نظام سياسي يستند على الشريعة الاسلامية يدعى بالخلافة، الذي استمر منذ انتخاب أبي بكر الصديق، أول خليفة للرسول محمد، حتى تاريخ إلغائها في 20 ربيع الأول 1342هـ الموافق 30 أكتوبر (تشرين الأول) 1923، إلا أن الإعلان عن إلغائها رسميًا جرى على يد أتاتورك في 27 رجب 1342هـ الموافق 3 مارس (آذار) 1924م، بعد أن استمرت طيلة 1292 سنة متصلة. وباستثناء حكم العباسيين، حيث تأسست الدولة العباسية على يد المتحدرين من سلالة أصغر أعمام نبي الإسلام محمد بن عبد الله، ألا وهو العباس بن عبد المطلب، وقد اعتمد العباسيون في تأسيس دولتهم على الفرس الناقمين على الأمويين لاستبعادهم إياهم من مناصب الدولة والمراكز الكبرى، واحتفاظ العرب بها، كذلك استمال العباسيون الشيعة للمساعدة على زعزعة كيان الدولة الأموية. نقل العباسيون عاصمة الدولة، بعد نجاح ثورتهم، من دمشق إلى الكوفة، ثم الأنبار، قبل أن يقوموا بتشييد مدينة بغداد؛ لتكون عاصمة لهم، فإن الشيعة لم يستلموا حكم الدولة الاسلامية أبدًا.
وفي عام 1921 أعلن فيصل بن الحسين ملكًا على العراق، وعلى الرغم من أن الشريف حسين يعتز بنسبه لآل البيت، إلا أن صراع السقيفة كان منسيًا، واستطاع فيصل أن يكسب شيعة العراق من خلال جولاته المختلفة، وكان يُقسم بجده الحسين (عليه السلام) في العديد من خطبه، كما أن والده كان قد تحفظ حول تنصيبه على العراق بقوله: إن أهل العراق سيقتلونه، كما قتلوا جده الحسين. وقد لعب البريطانيون على هذا الوتر المذهبي الحساس، بالإضافة إلى الوتر القومي العربي، عند استمالة الحسين شريف مكة لإعلان التمرد على الخلافة العثمانية. إلا أن البريطانيين سلموا السلطة إلى السُنة ممثلة في النقيب عبد الرحمن الكيلانيـ نقيب أشراف بغداد الذي اخْتِيرَ كَأَوَّلِ رَئِيسِ وُزَرَاءٍ بَعْدَ سُقُوطِ الدَّوْلَةِ الْعُثْمَانِيَّةِ فِي 1920 م، وهو شيخ كبير يبلغ من العمر آنذاك 79 عامًا، وتوفي بعد ذلك بسنتين في 1922. وظّل فيصل ومن بعده غاي وفيصل الثاني يسعون لخلق وإنماء روح المواطنة لدى العراقيين جميعًا.
إلا أن نار الصراع المذهبي ظلت قائمة، حتى سقوط الحكم الملكي، قامت الجمهورية في العراق صبيحة 14 من يوليو (تموز) 1958، وإعلان الزعيم عبد الكريم قاسم رئيسًا للوزراء. وعلى الرغم من أن قاسم هو عراقي من المذهب الشيعي في العراق، إلا إنه لم يثبت عليه طيلة فترة حكمه ممارسته للطائفية المذهبية.
وبعد أن انتزع رفيق دربه ومنافسه عبد السلام عارف السلطة منه في 8 فبراير (شباط) 1964، والتي يشير لها أتباع عارف بالتاريخ الهجري بثورة 14 رمضان، حيث عادت من جديد النغمة الدينية-والقومية الى أسلوب الحكم، حتى ثورة 14 يوليو (تموز) 1968 بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي  أنشأه المفكر السوري المسيحي ميشيل عفلق، فكان حزبًا قوميًا علمانيًا أكثر منه دينيًا.
– حكم الشيعة في العراق
في 9 أبريل (نيسان) عام 2003، سقط حكم حزب البعث إثر الغزو الأمريكي للعراق، وخلال سنة من حكم الحاكم المدني بريمر، تقاطر إلى العراق كل الذين ادعوا أنهم كانوا معارضين لصدام حسين، والذي عاشوا ظروفًا قاسية في مختلف الدول، أهمها إيران وسوريا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وهولندا، فشكلوا خليطًا غير متجانس من المرضى النفسيين لإدارة العراق. ومنحت الإدارة الأمريكية في عهد بوش الابن، الضوء الأخضر لإيران لتنتقم من نظام صدام حسين والشعب العراقي عمومًا، فوجدت في الطائفية الشيعية أفضل داء لتدمير العراق. وكما يفعل جميع المسلمين والعرب في اقتناص الفرصة حتى لو كانت مبنية على خطأ، دون التفكير في العواقب. وهكذا نجد حتى مثقفي الشيعة وليبرالييها يتوجهون إلى إيران منذ عودتهم للعراق، وفي مقدمتهم عراب الاحتلال أحمد الجلبي، الذي أثيرت الشبهات حول وفاته مسمومًا، دون أن يحظى بأي منصب حكومي مكافأة لخدماته. ولحق الشيعة آخرون مثل الاكراد، وخاصة أولئك الذين أقاموا فيها فترة من الزمن، فساعدوا على ترسيخ حكم الشيعة، وتبعهم انتهازيو السُنة أيضًا بعد سنة واحدة، في انتخابات 2005، ولا نغالي إذا قلنا إن هناك حتى من المسيحيين من الذين أصبحوا موالين لايران. وقد تأخر التأثير السعودي لعشر سنوات، وبدا ضعيفًا، أما التأثير التركي فقد كان محدودًا بتركمان العراق.
ولكن يمكن القول إجمالًا أن الحكم كان في أساسه شيعيًا، حيث إن الأحزاب الحاكمة طبعته بالطابع المذهبي الشيعي. وسنرى لاحقًا أن الشيعة في العراق، كانوا أكثر المتضررين منه، وتحولوا إلى معارضين له بشدة.
وبعد 14 عامًا من حكم الشيعة في العراق، يظّل السؤال قائمًا، وهو: لماذا اختارت الولايات المتحدة الشيعة لحكم العراق عام 2003 وحتى الآن؟
إن ذلك يرجع لأسباب عديدة، بعضها تاريخي أو سياسي أو مادي، بالإضافة إلى أسباب أخرى، نفسية راسخة في تكوين كل طائفة مذهبية، وأخرى اجتماعية، إلا أنها بالنسبة للولايات المتحدة، فإنها ليست أكثر استراتيجية قائمة على الانتقام من نظام متمرد، واستثمار للكارثة، ويمكن تلخيص هذه الأسباب، وهي:
1. امتناع السعودية ودول الخليج من دفع الضريبة للولايات المتحدة للإبقاء على حكم السُنة، وإبعاد الشيعة وحاضنتهم إيران، كما فعلت عام 1991، حيث قاد ضغطها المالي إلى إيقاف تقدم القوات الأمريكية بقيادة الجنرال نورمان شوارسكوف إلى قلب العاصمة العراقية بغداد. وقد سبق أن وضعنا جدولًا للنفقات التي تكفلت بها السعودية وبقية دول الخليج، لتغطية النشطة العسكرية الأمريكية، وعلى الشكل الأتي:
– تكاليف الحرب العراقية – الإيرانية (حرب الخليج الاولى) 1000 مليار دولار.
– تكاليف حرب تحرير الكويت (حرب الخليج الثانية) 620 مليار دولار.
– تكاليف حرب إسقاط نظام صدام (حرب الخليج الثالثة) 3 تريليون دولار.
– تكاليف حرب القضاء على داعش (الحرب على الإرهاب) 10.2 مليار دولار.
– تكاليف الحرب في سوريا 800 مليار دولار.
– تكاليف الحرب على اليمن 38.7 مليار دولار.
– تكاليف الحر ب الليبية 240 مليار دولار.
وإن مما يثير الدهشة والاستغراب، إن أحد أسباب غزو الكويت، هي مطالبة صدام للكويت بتقديم عشرة مليارات دولار كمساعدة، وإلغاء ديون الحرب العراقية – الايرانية، والتي تقدر بعشرة مليارات أخرى، بالإضافة إلى مليارين وأربعمائة دولار كتعويض عن النفط المسروق من حقل الرميلة. أي ما مجموعه (22,4) مليار دولار.في حين أشارت بعض تقارير صندوق النقد الجولي إلى أن ديون تلك الحرب قد بلغت 60 مليار دولار. ويمكن المقارنة بينها وبين تكاليف حرب تحرير الكويت بعد غزوها، والتي بلغت 620 مليار دولار. وهي لا تشكل في كل الأحوال نسبة تتراوح بين 2-9% منها.
وربما أدركت الكويت والسعودية وباقي دول الخليج، إن صدام كان أرخص شرطي في المنطقة.
إن هذه الارقام المهولة كانت قادرة على تحقيق الرفاهية لكل سكان المعمورة.
2. الإستحواذ على ثروات العراق وآثاره، لتعزير مجتمعاتها التي تعاني من المديونية والأزمات الاقتصادية، وانعدام الامتداد الحضاري.
3. إن مجموعة من الشيعة كانوا من المعارضين غير السياسيين لنظام البعث، وشكلوا جماعات تدعي بالمظلومية والاضطهاد.
4. إن البعض من مثقفيهم وكفاءاتهم، تعاونوا مع الولايات المتحدة لوضع برنامج لاسقاط نظام صدام حسين، وفي مقدمتهم رند رحيم فرانكي وأحمد الجلبي وآخرون.
5. الاستخدام السيئ للدين، فمازال الدين في العراق يلعب دورًا كبيرًا وخطيرًا في حياة الشعب العراقي. وقد وجد السياسيون ضالتهم فيه، فجرى توجيهه الوجهة التي تخدم مصالحهم. كما أن المؤسسة الدينية قد وجدت مجالًا كبيرًا للتدخل في السياسة العامة، لذا فالمشهد العراقي مليء برجال الدين من كل الطوائف، وهم يمارسون السياسة بطريقة غير علمية. وهذا ما يبرر ظهور فتاوى دينية إسلامية لم تكن معروفة أو مقبولة من قبل، يغذيها رجال دين مدفوعون للإساءة للإسلام. فعلى سبيل المثال، وأثناء خدمتي الدبلوسية، زار ممثلية العراق في جنيف وفد من البرلمانيين العراقيين، وأثناء الحديث قال لي أحدهم بعد أن عرف بعملي ممثلًا للعراق في الأمم المتحدة: أريد يا أستاذ أن تتقدم على جميع الدبلوماسيين في الأمم المتحدة حتى في إلقاء الكلمات؛ لأننا نتقدم عليهم إنسانيًا وإلهيًا. وشرع يشرح ذلك، قائلًا: أما إنسانيًا، فلأن آدم أبا البشرية قد وُلد في العراق، وإلهيًا، لأن الإمام الغائب المهدي المنتظر سيظهر على أرض العراق.
ومن المؤكد أن هذا البرلماني من أصول دينية لا يعلم أسلوب ونظام إلقاء الكلمات والبيانات في الأمم المتحدة، وهذا ليس ببعيد عن التوجه الفكري الشيعي الإيراني، حيث سبق وأن قال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد: إن أمريكا أكبر حاجز يعطل ظهور المهدي المنتظر. وهكذا نجد الآخرون. ويجب أن لا يفهم ذكر هذه الأمثلة على التوجهات الفكرية الدينية الشيعية، على أن توجهات الفريق الآخر هي جميعها عقلانية، لا بل إن الكثير من الفتاوى السُنية تثير الاستغراب والذهول.
وقد رأينا، كيف أن الدين والمؤسسة الدينية تسودا الموقف لمعالجة التدهور الامني في العراق عام 2014 عند ظهور تنظيم الدولة واحتلاله الموصل، والأخير أخطر من الأول. وقد يقود إلى حرب أهلية لاتبقي ولاتذر.
وإلى جانب ذلك، فقد لعب الأمريكان دورًا في تشويه الدين والإساءة إليه وإلى رجال الدين، ولمختلف الأديان، عقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، من خلال الاتصال بهم، وطلب التعاون معهم، وتشجيعهم على الاستحواذ على الأموال العامة والعائدة للأفراد ولمؤسسات الدولة، وجعل دور العبادة مخازن لإيداع الأموال المسروقة والمختلسة، وإغراء رجال الدين بالاستفادة منهم.
6. إعادة المسلمين إلى سقيفة بني ساعدة، وتحديدًا إلى يوم الجمعة 13/3/11 هجرية، ليرجعوا أربعة عشر قرنًا إلى الوراء، من خلال إثارة الصراع المذهبي بين المسلمين. صحيح أن ما يجري اليوم في بلدان الوطن العربي عمومًا، وفي العراق وسوريا واليمن خصوصًا، لا يدع مجالاً للشك في أن الطائفية في الإسلام ليست حدثًا طارئًا، ولا مصطنعًا بعامل خارجي: فهي قديمة قدم الإسلام نفسه، دون أن نتجاوز الدور الاستعماري في إحياء وتشجيع الصراعات الطائفية، وصياغة بعض الأنظمة العربية وفق المحاصصة الطائفية كما هو الحال في لبنان والعراق وسوريا .. إلخ.
7. ترسيخ الاستنتاج الأكاديمي، بأن الشيعة لا يصلحون للحكم إطلاقًا، بعد تجربتهم في العراق طيلة 15 عامًا، واستخلاص نتائج هذه التجربة.
8. تحجيم دور العراق، كبلد عنيد متمرد، يستند لقاعدة اقتصادية قوية، ويشكل تهديدًا للولايات المتحدة الأمريكية، من خلال تشجيع بقية الدول على التمرد ضدها.
9. جعل العراق عبرًة للدول الاخرى عمومًا، والعربية خصوصًا، لضمان انصياعها للتوجيهات الأمريكية لاحقًا.
10. توريط إيران في المستنقع العراقي، لتكون الضحية القادمة التي ستحفر، بتصرفاتها الانتقامية، قبرها بيدها في العراق.
11. جعل العراق المنيع سابقًا، قاعدة أمريكية لتدمير وتفتيت الدول العربية بعد خمس سنوات، وفقًا لمفهوم الفوضى الخلاقة. وهذا ما حدث بالفعل في كل من تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا.
12. إزاحة بعض الاقليات، وفي مقدمتهم مسيحيو الشرق، والأيزدية والصابئة وغيرهم؛ لأنهم يشكلون عقبة في طريق تنفيذ المخطط التدميري الكبير، نظرًا لولائهم لأوطانهم، وطيب العلاقة بينهم وبين الأغلبية المسلمة، وذلك استعدادًا للحرب العالمية القادمة بين المسيحية والإسلام.
إلى جانب كل هذه الأسباب، فإن أهم سبب كان هو، طبيعة المجتمع الشيعي التي تتصف بما يلي:
أولًا. الشيعي ميّال إلى الغريب، في حين أن السُني ميّال إلى القريب. وذلك يرجع إلى إحساس الشيعة بالظلم والاضطهاد. فمن الناحية التاريخية، فإن أول مَن ناصر التشيع، كانوا من الفرس الذين سَبتهم الجيوش الاسلامية في فتحها لمملكة فارس. وفي وقت لاحق من تاريخ الدولة الإسلامية، وقف الشيعة إلى جانب الفرس وساندوهم في إقامة الدولة العباسية عام 128 هـ، الموافق 750م. وفي وقت متأخر، أثناء الحرب العراقية – الإيرانية 1980-1988، كانوا يجدون الحرج في مقاتلة إيران، والتجأ العديد منهم إليها، وشكلوا أحزابًا وفرقًا عسكرية، مثل المجلس الأعلى وقوات بدر وغيرها، والتي عادت لتستلم السلطة في العراق بعد عام 2003.
ثانيًا. الشيعي يعتقد بالإمامة لا الخلافة. أي أنه يتبع مرجعيته الدينية لا سلطته السياسية. لذا فإن كسب المرجعية سيساعد على أخذ زمام القيادة للشيعة. وهذا سيساعد على إلغاء حدود الدول التي يقيمون فيها؛ مما يفقدها سيادتها. لأن اهتمامهم سينصب على نشر المذهب، لا الحفاظ على كيان الدولة. لذا تراهم يقاتلون في سوريا مؤخرًا.
ثالثًا. الشيعي يعتمد مبدأ التقية، لذا فهو بارع في إخفاء مشاعره الحقيقة، وهذا أمر مهم في العمل السياسي. وهذا ساعده على التقرب من الأنظمة القمعية المتعاقبة باستمرار والعمل معها.
رابعًا. لا يعاني الشيعي من عقدة المرأة التي ظهرت بتأثير أحد الصحابة الأقوياء، وهو عمر بن الخطاب، والذي أصبح لاحقًا ثاني خليفة للمسلمين. لهذا فالمرأة الشيعة لها حرية أكبر في الظهور من مثيلتها في المجتمع السُني، الذي يقيّد على المرأة كثيرًا. لهذا كانت وما زالت إحدى نقاط الخلاف بين السُنة والشيعة، هي مسألة زواج المتعة.
خامسًا. الشيعة في أصلها مدرسة روحية، في حين إن السُنة مذهب مادي إعتمد السنة النبوية لشرعنة الاستحواذ على السلطة، ولتبرير بقائها في يد العرب، وتحديدًا في قريش، لكن ، لابد من التأكيد على أن حماية الدين، عند أصحاب المذهب الشيعي، كانت على الدوام مهمّة النجف، فاتيكانه، حتى وإن تزعزع موقع هذا الفاتيكان إثر الثورة الإيرانية، لكن الشيعي الذي تحلّل من انتمائه العشائري، لم يلبس رداء الهوية المدنية، بل صار منقادًا وراء الإمام أو السيّد، وقد ارتكزت هذه الطاعة، على تفسير كلمة أولي الأمر، في الآية 59 من سورة النساء التي تدل عند الشيعة على الإمام المعصوم، أو من يحل مكانه، أما ولي الأمر عند القطب الإصلاحي السنّي الشيخ محمد عبده، حيث تتبدّل دلالات أولي الأمر مع الزمن، إلى درجة جعلت محمد عبده المتصالح مع واقعه، يُخرج الناس من مدار الطاعة لعلماء هذا العصر، ليستبدل بهم ممثلي الأمة المنتخبين من الشعب بلا إكراه أو ضغط، أي أهل الحل والعقد والقيادة، في الدولة الوطنية أو القومية الحديثة.
وعلى عكس الجمهرة الشيعية، يقف رجل الدين السُّني في المنابر السياسية إلى جانب صاحب السلطة/ أو الحاكم، أو الأمير أو الملك أو الرئيس أو شيخ العشيرة الذي يتولّى الإعلان عن الموقف السياسي. فالخطابات الدينية في الجوامع السنّية لا توجّه ولا تحذّر ولا تُصدر مواقف متباينة عن مواقف الحاكم المتنفذ ملكًا أو رئيسًا أو شيخ عشيرة، ثمة باختصار تقسيم عمل بين السياسي (الحاكم)، ورجل الدين السني، يقبع الأول على قمّته.
سادسًا. الشيعي منغلق على طائفته بحكم الاضطهاد السياسي، في حين أن السُني منفتح بحكم استحواذه على السلطة. ومن هنا ظهر مفهوم الطائفية.
ويُعرِّف معجم أوكسفورد الشخص الطائفي بأنه الشخص الذي يتبع، بشكل مُتعنِّت، طائفة معينة، أي أنه الذي يرفض الطوائف الأخرى، ويغبنها حقوقها، أو يكسب طائفته تلك الحقوق التي لغيرها، تعاليًا على بقية الطوائف، أو تجاهلًا لها، وتعصبًا ضدها؛ في حين لا يعني مجرد الانتماء إلى طائفة، أو فرقة،أو مذهب، جعل الإنسان المنتمي طائفيًا، كما لا يجعله طائفيًا عمله لتحسين أوضاع طائفته، أو المنطقة التي يعيش فيها، دون إضرار بحق الآخرين.
يرى بعض الباحثين أن الطائفية تنتمي إلى ميدان السياسة، لا إلى مجال الدين والعقيدة، وأنها تشكل سوقًا موازية للسياسة، أكثر مما تعكس إرادة تعميم قيم أو مبادئ أو مذاهب دينية لجماعة خاصة، كما أن الطائفية لا علاقة لها في الواقع بتعدد الطوائف أو الديانات، إذ من الممكن تمامًا أن يكون المجتمع متعدد الطوائف الدينية دون أن يؤدي ذلك إلى نشوء دولة طائفية أو سيطرة الطائفية على الحياة السياسية، وبالتالي لتقديم هذا الولاء على الولاء للدولة والقانون الذي تمثله.
وفي هذا الجانب، فإن مفهوم الطائفية، أصبح يستخدم بديلًا لمفاهيم الملة، والعرق، والدين التي كانت سائدة قبل ذلك، واختلطت هذه المفاهيم جميعًا في بيئة متزامنة، فكريًا وسياسيًا، فأنتجت مفهوم الطائفية باعتباره تعبيرًا عن حالة أزمة يعيشها المجتمع، حيث أصبحت الطائفية مذهبًا، وأيديولوجية، وهوية، حلت محل الهويات الأخرى، والانتماءات الأعلى، بل بدأت تتعالى عليها؛ وقد تبدى الاستعداد للتقاطع معها، وأخذ موقعها، وهذا ما يهدد، اليوم، وحدة الشعوب، كما هو الحال في لبنان، والعراق، وسوريا، وغيرها، كما أن دولًا عربية أخرى تتخذ من الطائفية ذريعة لقمع شعوبها التي تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية.
سابعًا. لقد أفرزت وقائع الصراع السُني- الشيعي طبيعة كل منهم. وهذه أهم نقطة في طبيعة الشخصية. فالسُني، عند بلوغ الصراع أوجُه، يلجأ إلى الانتحار من خلال تفجير نفسه على خصومه. أما الشيعي فإنه يلجأ الى جلد نفسه وتعذيبها بشتى الأشكال، وهذا ما نجده أساسًا في ممارساته لطقوسه الدينية. وإذا كان السنُي ساديًا في تعامله، فالشيعي بدا مازوخيًا. وهذه كانت واحدة من أهم النقاط التي دفعت الأمريكان إلى تفضيل تسليم السلطة لهم؛ لأنهم لا يشكلون ضررًا عليهم وعلى استراتيجيتهم.
من المعروف أن القسم الأكبر من المعارضة العراقية لنظام صدام حسين كانت من الطائفة الشيعية التي استخدمتها إيران وأمريكا وبريطانيا لإسقاط ذلك النظام. وقد شجعت الدوائر السياسية الأمريكية على إبراز مظلوميتهم، فأصدر أحد المختصين الأمريكيين وهو جراهام فوللر بالاشتراك مع شيعية أمريكية من أصل عراقي هي رند رحيم فرانكي كتابًا باللغة الإنكليزية بعنوان (The Arab Shi’a: the forgotten Muslims) عام 1999. وهكذا فقد استطاع الأمريكان أن يعيدوا العراق إلى صراعات (سقيفة بني ساعدة) لعام 632م. وشعر الشيعة بأن فترة إنصافهم قد حلت، وبأن الوقت قد حان للأخذ بثأر (الحسين) ، فانطلقوا يبحثون عن (يزيد)، وبدأوا يتصرفون على هذا الأساس، مما قاد إلى شيوع الانتماء الطائفي وانعدام المواطنة، وباحتلال العراق عينت رند رحيم سفيرة للعراق لدى واشنطن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2003. إلا أن السلطات الأمريكية قد خيرتها بين الاحتفاظ بمنصبها كسفيرة للعراق أو الاحتفاظ بجنسيتها الأمريكية، ففضلت الخيار الأخير وتركت المنصب في أغسطس (آب) 2004 بعد تسعة أشهر فقط. ولم يكن مصير زميلها ومعاصرها، وأحد أقطاب هذا المشروع، بأفضل منها. فقد نبذته الإدارة الأمريكية، وتناست خدماته، بعد أن شعرت بميوله لإيران، ولم يحظ بأي منصب رسمي. وهذا يدل على أن المشروع هو بالأساس سياسي بحت، وإن استخدم الدين غطاءً له. وقد قاد هذا التمسك الطائفي إلى أن يحل مفهوم ( المكونات ) بدلًا من مفهوم الشعب الموحد.
إن المتتبع لشؤون السياسة الدولية يمكن أن يلاحظ أن عام 1979 هو عام بزوغ الإسلام السياسي، حيث ظهرت المؤشرات التالية، وكمايلي:
آ- بزوغ الاسلام السياسي واستلامه السلطة في عدد من الدول الإسلامية والعربية، ابتدأها الخميني في إيران، ثم طالبان في أفغانستان، وحزب الدعوة الاسلامية في العراق، والإخوان المسلمين في مصر وغيرها. وهكذا، وجدنا أن الغرب عمومًا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا خصوصًا، قد سعت لتغيير الأنظمة السياسية العلمانية في تلك الدول الإسلامية والعربية، مثل نظام الشاه في إيران (1979)، النظام الماركسي في أفغانستان (1979)، ونظام صدام في العراق (2003)، ونظام زين العابدين بن علي في تونس، ونظام علي عبد الله صالح في اليمن، ونظام حسني مبارك في مصر (2011)، لتستبدل بها أنظمة دينية إسلامية.
ب- إن أحزاب الاسلام السياسي قد فشلت في كل الدول التي إستلمت السلطة فيها لسبب جوهري واحد، وهو أنها مارست السلطة وفقًا لأيدولوجيتها الدينية، ولم تستطع أن تستوعب حقيقة أن إدارة الحكم يختلف عن حساب يوم القيامة. وتعذر عليها أن تغير من مفاهيمها الدينية لتجعلها ملائمة لإدارة الدولة إلا بعد وقت طويل، قدمت فيه شعوب تلك الدول خسائر جسيمة وتضحيات كبيرة. مما تعذر قبولها وإستمرارها فيما بعد.
ج- إن الدول الغربية ذات التاريخ الاستعماري العريق، قد وجدت في هذه النظم السياسية الاسلامية أفضل وسيلة للأنتقام من شعوبها وتبديد ثرواتها، واستغلال جهلها وعدم معرفتها بشؤون الحكم، فاستغلتها أبشع استغلال، ودعمت الفريقين المتعارضين المؤمنين والكفار، فدعمت الفريق الأول رسميًا سرًا وعلنًا، وانتصرت للفريق الثاني تحت مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التفكير والتعبير والتدين (الإلحاد)، بشكل غير رسمي. فتمكنت بذلك من خداع الجميع.
د_ لقد وجد الغرب في مفهوم الجهاد أفضل وسيلة لتجنيد المقاتلين بأرخص الاثمان. فقاتلت بهم في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي، وقاتلت بهم صدام حسين، وحسني مبارك وغيرهم. وهكذا شكّل هولاء المقاتلون جيوشًا تقاتل بهم الدول الغربية وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، لتحقيق أهدافها الستراتيجية والعسكرية بشكل اقتصادي كبير، كما أنها استثمرتهم لبث الرعب لدى الدول العربية والاسلامية الغنية، وفي مقدمتهم الدول الخليجية، للتلويح بهم، كعصا سحرية للتدمير وسحق الشعوب وإسقاط الأنظمةالسياسية، وانتزاع ثرواتهم. ولعل أصدق مثل على التهديد بهم، هو ما قاله الرئيس الأمريكي أوباما لرئيس الوزراء العراقي حيد العبادي عام 2014 بأن الذئب على الباب. ويقصد بهم جماعة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
وكما قلت هيلاري كلينتون صراحة: دعونا نتذكر هنا أن أولئك الذين نقاتلهم اليوم نحن من قمنا بدعمهم يومًا ما قبل 20 عامًا. فعلنا ذلك لأننا كنا عالقين في صراع مع الاتحاد السوفيتي، ولم يكن بإمكاننا أن نسمح لهم بالسيطرة على آسيا الوسطى. «بمباركة الرئيس ريجان وبموافقة الكونغرس بقيادة الحزب الديموقراطي قمنا بالتعامل مع المخابرات الباكستانية ودعمنا تجنيد هؤلاء المجاهدين من السعودية وأماكن أخرى.. استوردنا العلامة الوهابية للإسلام حتى نستطيع الإجهاز على الاتحاد السوفيتي». «في النهاية انسحب السوفييت.. لم يكن استثمارًا سيئًا فقد أسقطنا الاتحاد السوفيتي، ولكن علينا أن نوقن أن ما نزرعه فسوف نحصده». وقد كانت كلينتون أول ضحية لنهاية عهد الاسلام السياسي، وكان سببًا لخسارتها في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016.
هل حان وقت إفول حكم الشيعة في العراق، وربما في إيران ودول أخرى أيضًا؟
لقد أفرزت انتخابات الرئاسة الاميركية طيلة عام 2016 عن بلورة برنامج جديد يبدو متعارضًا مع البرنامج السابق المتمثل في دعم الإسلام السياسي بكافة أشكاله وفصائله المختلفة، وهو برنامج ضرب الإسلام السياسي الذي استغرق قرابة 30 عامًا (1979-2017 )، والذي حظي بقبول الدولة العميقة في الولايات المتحدة أولًا، وبقبول أكثر من نصف الشعب الأمريكي، كما حَظي بارتياح من الشعوب العربية. إن هذا البرنامج في الحقيقة، لا يتعارض مع البرنامج السابق، وإن بدا كذلك، وإنما هو امتداد له. وقد مثّل هذا البرنامج الانتخابي المقبول أحد أثرياء الولايات المتحدة دونالد ترامب مرشحًا عن الحزب الجمهوري، وفاز بنتيجة غير متوقعة، أقصت واحدة من أكثر الشخصيات التي رافقت نشوء الإسلام السياسي طيلة 30 سنة، ألا وهي هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي.
وطيلة السنوات الثلاث الماضية، كانت الولايات المتحدة تبحث عمن تكون ضحية سقوط الاسلام السياسي، وانحصرت المنافسة والتفضيل بين السعودية، ممثلة للإسلام السُني في العالم، وإيران، ممثلة للإسلام الشيعي في العالم.
وكانت الترجيحات الأولية تشير الى إن السعودية هي الضحية القادمة، وتحقيقًا لذلك، أصدر الكونغرس الأمريكي قانون جاستا المعروف بقانون تطبيق العدالة على رعاة الإرهاب، والذي ينص على رفع الحصانة للوجود السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية، والسماح لأسر ضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر  (أيلول) أن تقوم بمقاضاة حكومة المملكة العربية السعودية بمليارات الدولارات، وعلى الرغم من الفيتو الرئاسي الذي أصدره الرئيس أوباما في سابقة هي الأولى من نوعها منذ 2008، إلا إن الكونغرس الأمريكي تغاضى هذا الفيتو الرئاسي، وأصر على إصدار القانون المذكور في 28 سبتمبر (أيلول)  2016. إلا إن السعودية تداركت الموقف بالتهديد بالسلاح الاقتصادي المتمثل بسحب الارصدة السعودية في الولايات المتحدة، والعودة ثانية الى مركز تمويل أنشطة الولايات المتحدة العسكرية في العالم، مما شجّع الأمريكان على تقديم إيران لتكون الضحية القادمة، وعلى الرغم من توصل الطرفين إلى الاتفاق النووي في 14 يوليو (تموز) 2015، والذي لم يغب عنه السلاح الاقتصادي أيضًا في رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، حيث إن أحد العوامل الخطيرة المؤثرة الأخرى والتي ستنتج عن الاتفاق هو توقع خسارة 20 دولار في سعر برميل النفط، وهو ما يعادل خسارة 72 مليار دولار سنويًا للسعودية وحدها.
وكانت مؤشرات برنامج ترامب تشير إلى ما يلي:
1. أن أصل خراب الشرق الأوسط، ومصدر وجع الرأس الأمريكي والأوروبي، معًا، وسبب ظهور تنظيمات الإرهاب الإسلامي، سنية وشيعية، هي الدولة الفاشلة المتخلفة المؤذية، إيران.
2. ظلّ ترامب يردد وفي أكثر من مناسبة أن إسقاط نظامي صدام والقذافي كان خطأ، فالعالم كان أكثر أمنًا بوجودهما. وفي وقت لاحق، اعتبر غزو العراق أسوأ قرار في تاريخ الولايات المتحدة.

الجمعة، 31 أغسطس 2018

تاريخ الصحافة السريانية النسوية في العراق

تاريخ الصحافة السريانية النسويّة في العراق



تحّل في الخامس عشر من حزيران من كل عام ذكرى صدور اول صحيفة عراقية وهي (الزوراء) عام 1869 في بغداد على يد الوالي العثماني المصلح مدحت باشا والذي أعتبر فيما بعد عيداً وطنيا للصحافة العراقية. كما تحل في الأول من تشرين الثاني من كل عام ذكرى صدور أول صحيفة باللغة السريانية وهي صحيفة (ܙܗܪܝܪܐ ܕܒܗܪܐ) زهريرا دبهرا (شعاع النور) التي صدر عددها الاول في 1 تشرين الثاني 1849، والذي عُدّ عيد للصحافة السريانية.
ويرجع الكثير من الباحثين في تاريخ الصحافة العراقية بداية الصحافة النسوية في العراق الى 15 تشرين الثاني من عام 1923 ، وهو تاريخ صدور مجلة (ليلى) التي اصدرتها ورأست تحريرها بولينا حسون، الا ان تحديد بدايات الصحافة النسوية في العراق ليس بالأمر الهين، وقد اثيرت هذه المسألة في خمسينات القرن الماضي بعد ان تناول الباحثون تاريخ الصحافة في العراق، وكان المرحوم روفائيل بطي رئيس تحرير جريدة البلاد سباقاً الى ذلك، فقد القى عدة محاضرات في تاريخ الصحافة العراقية على طلبة معهد الدراسات العربية العالية عام 1955، جمعت فيما بعد في كتاب مستقل بعنوان (الصحافة في العراق). وكان قد سبقه شيخ المؤرخين العراقيين المرحوم عبد الرزاق الحسني فجرد كل الصحف والمجلات العراقية في كتاب بعنوان (تاريخ الصحافة العراقية) صدر جزأه الاول عام 1935، ولم تصدر بقية اجزاءه. كما ان انشاء نقابة الصحفيين العراقيين عام 1959 قد حفّز على اثارة هذا الموضوع مجددا. 

 
- مفهوم الصحافة النسوية
ظهرت الصحافة النسوية بصورة مستقلة وأصبح لها كيان خاص بها مع تأسيس في بداية القرن التاسع عشر في أوربا (Curtis) مجلة بيت السيدات كرتس التي نشرها وحررها ادوار بورك أكبر المحررين في تاريخ المجلات النسوية.
وتشير المصادر الى ان الصحافة النسوية العربية ظهرت في مصر عام ١٨٩٢ ولم تكن قد عرفتها دولة عربية أخرى، لان مصر شهدت نهضة صحفية لم تعرفها البلاد العربية من قبل وهي حديثة عهد بالصحافة وبصناعة الأقلام ولما كان اغلب أصحاب الصحافة وحملة الأقلام بها من الشاميين كان من الطبيعي ان تسعى نسائهم لإنشاء صحف تعالج قضايا المرأة تشبها بذويهن من الرجال، فقد انشات (هند نوفل) وهي فتاة لبنانية أول دورية نسائية في الإسكندرية في مصر تدعى مجلة (الفتاة). وتعد مجلة ليلى التي أصدرتها السيدة (بولينا حسون) ١٩٢٣ أول مجلة نسوية في العراق. 
وتعرف الصحافة النسوية (صحافة المرأة) بأنها نوع من الصحافة المتخصصة التي تعالج شؤون المرأة ومشكلاتها وقضاياها حتى لو عمل بها وأصدرها رجال وهي ليست الصحافة التي تملكها او تعمل بها النساء وتعالج الأمور العامة.
وفيما يخص العراق فقد ظهرت الصحافة المتخصصة بمفهومها الحالي بعد الانقلاب الدستوري العثماني ١٩٠٨ وبعد إطلاق الحريات وانشاء الصحف الخاصة باللغة العربية وبذلك تكون الصحافة المتخصصة في العراق قديماً قياسياً الى بداية صدور الصحف في العراق.
يتسع مفهوم الصحافة النسوية ليشمل مجالين رئيسين:
المجال الأول : صفحات المرأة في الجرائد اليومية والمجلات العامة الأسبوعية والشهرية .
المجال الثاني : ويشمل المجلات المتخصصة بالشؤون النسوية سواء أكانت أسبوعية، شهرية ، فصلية.
وقد عرف المجال الأول في الصحافة النسوية في مدة مبكرة من تاريخ الصحافة، الا ان المجال الثاني ظهر بشكل واضح بعد نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في قارتي أوربا وأمريكا.
ووفق هذا التعريف تقسم الصحافة النسوية الى:
١ الصحافة النسوية العامة:
ونعني بها النشاط الصحفي الذي يقوم على أساس إصدار الجرائد والمجلات التي توجه الى جمهور عام يشمل قطاع النساء إلى جانب قطاعات أخرى والتي تجمع ما بين المضمون النسوي المتخصص المعالج لقضايا المرأة المختلفة العامة والخاصة والقضايا العامة.
٢ الصحافة النسوية المتخصصة:
وتعني النشاط الصحفي الذي يقوم على أساس إصدار الجرائد والمجلات التي توجه الى جمهور يتسم بالتجانس هو قطاع النساء وتحمل مضموناً نسوياً متجانساً متخصصاً بقضايا المرأة.
تعد الصحافة السريانية في العراق جزء لا يتجزأ من صحافة العراق، ولا نغالي إذا قلنا ان مسيحيي العراق على اختلاف طوائفهم ومسمياتهم كانوا من أوائل من ادخلوا الطباعة الى العراق أواخر القرن التاسع عشر. واشتهروا بالتأليف والطباعة، وبرزت لهم اسماء لامعة في هذا المجال، وقد رأينا ان رائدات الصحافة النسوية في العراق كنّ من هذه الطائفة، مثل بولينا حسون ومريم نرمه. ولا غرو في ذلك فلا يستطيع أيُّ منصِف أن يتحدث عن تاريخ الحضارات دون أن يذكر دور السريان ولغتهم التي لُقِّبَتْ ﺑ «أميرة الثقافة وأم الحضارة»، فكانوا بمثابة القنطرة التي عبرت عليها العلوم والمعارف لتصل إلى العرب وأوروبا؛ فترجموا من اليونانية إلى السريانية، ومنها إلى العربية، ثم إلى اللاتينية، وأخيرًا للغات الأوروبية الحديثة. ولم يكن السريان مجرَّد نَقَلة، بل كانوا مبدعين أيضًا؛ فقد أضافوا خبرتَهم ومعارفهم، فطوَّروا وجدَّدوا. وكتب السريانُ في عدة موضوعات منها: الفلسفة، والمنطق، والموسيقى، والأدب، والهندسة، والزراعة، والتجارة، والطبيعة، والرياضيَّات، والفلك، والفيزياء، والطب. وباختصار فان فضل السريان على العرب كبير ولا يمكن تجاهله ونكرانه.
الا ان مساهمة السريانيات في صحافة العراق كانت ضعيفة نظرا للصعوبات التي واجهت الصحافة السريانية عموماً وصحافة المرأة السريانية خصوصاً، واهمها: -
• انها من صحافة الاقليات في العراق.
• انها مازالت في الغالب صحافة دينية أو حزبية، لصدورها عنها أو لاعتمادها عليها في التمويل.
• يستخدم معظم أفرادها اللغة العربية في الغالب، وتقتصر ممارسة اللغة السريانية داخل العائلة فقط.
• إن اللغة السريانية تعد في الوقت الحاضر من اللغات غير الحية لندرة استعمالها، ولعدم استخدامها في الكتابة والقراءة بين ابناءها، بل غدت لغة محكية فقط. ويشهد العراق الان محاولات جادة لإحيائها من خلال استحداث المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية منذ عام 1998.
• عدم توفر المطابع بالسريانية، مما دفع الكتاب والمطابع الى اعتماد صيغة رسم الحروف السريانية. وهذا ما ادى الى قلة استخدامها، في حين لم تعاني الصحافة الكردية من هذه المشكلة لاستخدامها الحروف العربية ولاحقا الحروف اللاتينية.
• تعدد المطبوعات الصحفية من مجلات وصحف الى جانب قلة القراء وضعف انتشار المطبوع، لابل ان بعض المطبوعات لا تلقى اي رواج وتكاد لا تذكر عند جردها.
• عدم وجود كادر صحفي متخصص بالصحافة والاعلام، وانما يعمل في هذه الصحف والمجلات مجموعة من الشباب الهواة. وهذا يسري على عموم الصحافة في العراق.
• لقد عانى مؤرخو هذه الصحافة من اشكالية التسمية نتيجة لاستخدام تسميات متعددة كالأثورية والاشورية والكلدانية اضافة للسريانية التي كنّا اول من استخدمها مجاراة للقانون في دراستنا الموسومة عن تاريخ الصحافة السريانية في العراق والمنشور في مجلة أثرا(الوطن) في دهوك، العدد 16 لعام 1997، الا ان ضعف المجلة وعدم انتشارها وضعف حماية حقوق الملكية الفكرية قد أضاع قيمة تلك الدراسة. ويبدو ان المرحوم فائق بطي قد استحسن هذه التسمية، فعنون كتابه الرائع موسوعة الصحافة السريانية في العراق عام 2014. وقد استقر هذا المصطلح مؤخرا فأخذت تستخدمه جميع الطوائف والاحزاب المسيحية في العراق.
• اعتماد اسلوب الاستبعاد لكل مطبوع أو كاتب أو صحفي أو مؤسسة تمارس العمل الصحفي بلغات أخرى حتى لو كانت تدافع عن السريان. وهذه نظرة قبلية تقوم على التخوين والنبذ والتجاهل.
• تجاوز إطار الدولة في الاعتماد على مطبوعات تصدر خارج العراق، لابل حتى في كتابة تاريخ هذه الصحافة. وكانت معظم الكتابات تشير الى مطبوعات صدرت خارج حدود العراق، كما هو الحال في الصحافة الكوردية والتركمانية.
وبشكل عام، فقد عانت الثقافة السريانية من اهمال كبير طيلة عشرة عقود متتالية، مما ادى الى ضعفها بعد ان كانت لغة العلم والثقافة طيلة عشرة عقود مماثلة سبقتها. وفي تقديرنا فان هذه الثقافة قد شهدت اضطهادا متواصلا على يد الحكام المسلمين عقب انتهاء الحروب الصليبية كما اضطهد ابناؤها، ولم يعد اعتبارها الا بعد زوال حكم العثمانيين وبداية الاحتلال البريطاني للعراق عام 1917، باستثناء فترة قصيرة جدا بداية العهد المغولي للعراق. وكما قال أحد رواد الصحافة السريانية وهو الملفان نعوم فائق بأن:"الأمة التي ليس لها جرائد هي أمة خرساء وصماء وخاملة".
أما الصحافة السريانية فهي لم تحتل ما احتله الأدب من شهرة وديمومة، نتيجة للتنقلات المستمرة بين المناطق التي يعيش فيها السريان. وترجع بداية الصحافة السريانية عموما الى عام 1849 بظهور صحيفة (ܙܗܪܝܪܐ ܕܒܗܪܐ) زهريرا دبهرا (شعاع النور) التي صدر عددها الاول في 1 تشرين الثاني 1849 في مدينة أورميا بايران واستمرت بالصدور حتى عام 1918، والذي اعتبر لاحقا عيدا للصحافة السريانية. لذا تعد هذه الصحافة واحدة من أقدمها في المنطقة.
أما باكورة الصحافة السريانية في العراق فكانت مجلة (ܟܠܝܠܐ ܕܘܪܕܐ) أكليل الورد التي أصدرها الاباء الدومنيكان في الموصل اواخر عام 1902 واستمرت بالصدور حتى عام 1907. ومجموع ما صدر منها بالسريانية 330 عدداً. تلتها مجلة (ܐܬܘܪܝܐ) أثورايا (الاثوري) التي اصدرها نادي أثورية عام 1927، وفي السنة التالية أصدرت البطريركية الكلدانية مجلة (ܟܘܟܒܐ) النجم للقس سليمان الصائغ في الموصل، فصدر عددها الاول في 25 كانون الاول 1928 واستمرت تصدر بانتظام - سوى توقفها اثناء الحرب العالمية الثانية – لمدة ستة عشرة سنة، وآخر عدد صدر منها في 1 حزيران 1956. وكانت تكتب باللغة الكلدانية الا ما ندر في عناوين صغيرة للتوضيح وباستثناء اسمها الذي طرزت به غلافها. ثم تلتها مجلة (ܢܘܗܪܐ) النور في بغداد، التي رآس تحريرها القس (المطران لاحقاً) يوسف بابانا، وهي كسابقتها صدرت باللغة العربية ولم تكتب بالكلدانية باستثناء اسمها الذي طرزت به غلافها، وقد صدر عددها الاول في 25 كانون الاول 1949، وكان آخر عدد صدر منها في آذار 1956. ثم مجلة (ܩܠܐ ܡܢ ܡܕܢܚܐ) قالا من مدنحا (صوت من المشرق) والتي أصدرها السيد كاكو لازار في الموصل عقب الحرب العالمية الثانية، ثم مجلة (ܠܙܘܐ) لزوا (العصبة) للقس إيشو دمرزعيا في النصف الاول من القرن الماضي، واخيرا مجلة (ܦܢܩܝܬܐ) بنقيثا (المجلد) التي أصدرها القس يوخنا دانيال البازي عام 1951. واخير مجلة الفكر المسيحي التي أصدرها كهنة يسوع الملك في الموصل عام 1964 ومازالت مستمرة بالصدور.
- فترات الصحافة السريانية
ويمكن تقسيم تاريخ الصحافة السريانية في العراق الى عدة فترات، وهي: -
1. فترة الولادة (1901- 1968)، أي منذ بداية القرن العشرين الى حكم حزب البعث في العراق.
2. فترة الاقرار (1972- 1991)، أي منذ صدور قرار منح الحقوق الثقافية ولغاية انشاء الملاذ الآمن شمال العراق.
3. فترة الملاذ الآمن (1992- 2003)، أي منذ انشاء المنطقة الآمنة وحتى سقوط نظام حزب البعث.
4. فترة الانتعاش (2003- حتى يومنا هذا)، أي منذ دخول القوات الامريكية لبغداد حتى الان.
ولقد ظلت الحقوق الثقافية للسريان مهدورة ولم يلتفت اليها احد منذ تأسيس الحكم الملكي في العراق عام 1921 حتى عام 1972 حيث صدور قانون منح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية بموجب قرار مجلس قيادة الثورة المرقم 251 لعام 1972، والذي نص على منح الحقوق الثقافية للمواطنين الناطقين بالسريانية من الأثوريين والكلدان والسريان، فبدأت الحركة تدب من جديد في اوصال الصحافة السريانية ، حيث نصت الفقرة (ه) من القرار المذكور على اصدار مجلة شهرية باللغة السريانية من قبل وزارة الاعلام، وقد صدرت تبعا لذلك عدة مجلات منها:-
- مجلة (ܡܘܪܕܢܐ ܐܬܘܪܝܐ) موردنا أتورايا (المثقف الاثوري) من 1974-1991.
- مجلة (ܣܦܪܐ ܐܣܘܪܝܝܐ) سبرا سوريايا (الكاتب السرياني).
- مجلة (ܚܘܝܕܐ) خويادا (الاتحاد) من 1985- 1990.
- مجلة (ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ) بيث نهرين (بين النهرين) من 1973- حتى الان.
- مجلة (ܩܠܐ ܣܘܪܝܝܐ) قالا سوريايا (الصوت السرياني) 1973- 1984.
- مجلة (ܐܬܪܐ) التي اصدرها نادي نوهدرا في دهوك عام 1975- 1990، وظلت متعثرة في صدورها. وقد توليت شخصيا مهمة اعادتها بعد توقف طويل، فأصدرت بالتعاون مع الزميل أفرام فضيل البهرو عددا جديدا في صيف 1997، الا انها عادت متعثرة في صدورها ثانية.
- مجلة مجمع اللغة السريانية عام 1975- 2005 ورآس تحريرها الاب يوسف حبي.
أما صحافة الملاذ الآمن شمال العراق للفترة من 1991-2003 فقد تميزت بفترة انتعاش نسبي غير مسبوق في العراق، فصدرت عدد من الصحف والمجلات وظهرت عدد من القنوات التلفزيونية الفضائية، الا انها عانت من نفس ظروف شقيقتها الكردية في انها كانت أسيرة الاحزاب السياسية التي تمولها وتصدرها. ومن تلك الصحف: -
1. صحيفة (ܒܗܪܐ) بهرا (الضياء)، التي اصدرتها الحركة الديمقراطية الاشورية منذ 1982- ومازالت مستمرة.
2. صحيفة (ܟܓܒܐ ܕܒܝܬ ܢܗܪܝܢ) كخوا دبيث نهرين (نجم بين النهرين)، أصدرها المركز الثقافي الاشوري في دهوك عام 1992- حتى الان.
3. صحيفة (ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ) بيث نهرين (بين النهرين)، أصدرها حزب بين النهرين في أربيل عام 1992- حتى الان.
4. صحيفة (ܟܟܒܐ ܕܡܕܢܚܐ) كوخوا دمدنخا (نجم المشرق)، اصدرتها بطريركية بابل الكلدانية في بغداد عام 1995- حتى الان.
5. صحيفة (ܐܘܦܩܐ) أوفقا (الافق)، أصدرتها الكنيسة الشرقية القديمة في بغداد عام 1997- وحتى الان.
6. صحيفة (ܟܢܪܐ ܕܪܘܚܐ) كنارا دروخا (قيثارة الروح)، اصدرها مطرانية كنيسة المشرق في بغداد عام 1998- وحتى الان.
7. صحيفة (ܩܠܐ ܟܠܕܝܝܐ) قالا كلدايا (الصوت الكلداني)، اصدرها المركز الثقافي الكلداني في دهوك عام 1998- وحتى الان.
8. صحيفة (ܦܢܝܦܐܠ) بانيبال، اصدرتها المديرية العامة للثقافة السريانية في أربيل عام 1998- حتى الان.

- بواكير الصحافة النسوية السريانية
وقد عانت الصحافة السريانية من ضعف مشاركة المرأة فيها اسوة بنظيرتيها العربية والكردية الا انها كانت سباقة عليهما – كما رأينا- فأقدم مساهمة نسوية تعود الى مريم نرمه لعام 1921، كما انها اول من اصدرت مطبعا نسويا متخصصا عام 1923. وقد حاولنا جاهدين تعقب أدنى مساهمة نسوية سريانية فأحصينا عدد من المساهمات الادبية وباللغة السريانية وإن بدت صغيرة وضعيفة الا انها تبقى محاولات جريئة، وهي: -
1- لوديا مرقوس، من أكلات الصوم في القرية الأثورية، مجلة المثقف الأثوري، العدد 15 لعام 1978.
2- يوليا ريحانة، دعوة للفتاة الأثورية، مجلة الصوت السرياني، العدد 26 لعام 1980.
3- يوليا ريحانة، من الاعياد الأثورية، مجلة الصوت السرياني، العدد 29 لعام 1981.
4- يوليا ريحانة، من الاكلات الشعبية، مجلة الصوت السرياني، المجلد السنوي لعام 1982.
5- ماركنيتا بدريشا، ترنيمة في الطريق الى المعركة - شعر، مجلة المثقف الأثوري، العدد 31 لعام 1984.
6- ماركنيتا بدريشو، حب كل شيء (شعر)، مجلة المثقف الأثوري، العدد 32 لعام 1985.
7- ماركنيتا بدريشو، قصة قصيرة، مجلة المثقف الأثوري، العدد 32 لعام 1985.

والى جانب هؤلاء، فقد جرى نشر مساهمات نسوية أخرى في الصحافة السريانية، ولكنها كانت جميعها باللغة العربية، وقد أحصينا اهمها، وهي: -
8- مارلين يترون، اليك ايها الغريب، مجلة المثقف الأثوري، العدد 1 لعام 1973.
9- جوليت زكريا، اليه، مجلة المثقف الأثوري، العدد 1 لعام 1973.
10- مارلين يترون، من الاعماق، مجلة المثقف الأثوري، العددين 3-4 لعام 1974.
11- مي اسطيفان بيداويد، الفكر السرياني المخضرم، مجلة الصوت السرياني، العدد 5 لعام 1975.
12- أكنس يوخنا جورج، اراء في الاغنية الاثورية، مجلة المثقف الأثوري، العدد 6 لعام 1975.
13- أستر دانيال، اراء في الاغنية الأثورية، مجلة المثقف الأثوري، العدد 6 لعام 1975.
14- نعيمة نجيب، نعم للرجل، للمرأة لا، مجلة الصوت السرياني، العدد 8 لعام 1975.
15- نوال خضر اسطيفان، حكم في الصباح الندي، مجلة الصوت السرياني، العدد 8 لعام 1975.
16- فلورنس جون ايشو سابر، بكاء لقديسة الوعد (شعر)، مجلة الصوت السرياني، العدد 8 لعام 1975.
17- ايف يوسف، أنا من فقدت ظلي (شعر)، مجلة المثقف الأثوري، العددين 9-10 لعام 1976.
18- زابيت رول، وعدتك (شعر)، مجلة المثقف الأثوري، العددين 9-10 لعام 1976.
19- برناديت سامبيو، نداء (شعر)، مجلة المثقف الأثوري، العددين 9-10 لعام 1976.
20- أكنس يوخنا جورج، بكاء الشمس، مجلة المثقف الأثوري، العدد 11 لعام 1977.
21- كبرييلا يونان، عرض لتاريخ الادب الأثوري الحديث، مجلة الصوت السرياني، العدد 23 لعام 1979.
22- جاكلين يوخنا زيا، الزمان (شعر)، مجلة المثقف الأثوري، العدد 31 لعام 1984.
23- جاكلين يوخنا زيا، أراك (شعر)، مجلة المثقف الأثوري، العدد 31 لعام 1984.
وبطبيعة الحال، فإلى جانب هؤلاء كان هناك صحفيات مسيحيات مارسن الصحافة والأدب في الصحف والمجلات الرسمية وكتبن باللغة العربية، وحققن شهرة واسعة تفوق اللاتي كتبن بالسريانية أو العربية في الصحافة السريانية، أمثال: -
- انعام كجه جي.
- مريم السناطي.
- فرقد ملكو.

وبحسب اطلاعنا وبحثنا المستمر يمكن القول بأن لوديا مرقس هي أول أمرأه تلج ميدان الصحافة السريانية في العراق وان كانت مساهمة وحيدة في هذا المجال. كما ان اول امرأة تتولى وظيفة صحفية في الصحافة السريانية العراقية هي الانسة جاكلين يوخنا زيا التي كانت عضوة هيئة تحرير مجلة المثقف الأثوري ابتداءً من العدد 31 لعام 1985. وتلا ذلك جريدة نهرانيثا التي كانت تصدر عن اتحاد النساء الآشوري في أربيل بالبداية، وهي متخصصة بشؤون المرأة ثم انتقلت الى بغداد وتوقفت لاحقاً. ويمكن ببساطة ملاحظة ضآلة الانتاج النسوي السرياني في العراق وتأخر المشاركة النسوية لفترة طويلة نسبيا عن مثيلاتها، وربما كانت اللغة سببا في ذلك. واليوم تشهد الساحة الاعلامية ظهور عدد كبير من الاعلاميات والصحفيات بما يبشر بجيل جديد واعد وطاقات شبابية مبدعة.
وقد تم استحداث قسم اللغة السريانية في كلية اللغات – جامعة بغداد، حيث قد حصلت الموافقة على فتح القسم المذكور بموجب كتاب مجلس الحكم المرقم 1228 في 31 آذار 2004، وبدأ التدريس في القسم في تشرين الثاني 2004. تخرجت الدفعة الاولى (دفعة نعوم فائق) عام 2008. عسى ان يساهم ذلك في تقدم وتطوير الصحافة السريانية عموما والنسوية خصوصا.

د. رياض السندي - سويسرا
oshana.iraq@gmail.com

أوائل الصحافة النسوية في العراق














الأربعاء، 29 أغسطس 2018

في ذكرى اول مقال صحفي لإمرأة عراقية


في ذكرى أول مقال صحفي لامرأة عراقية



د. رياض السندي


على الرغم من ان المس بيل قد دخلت عالم الصحافة في العراق قبل الاخريات، الا انها - وعلى مايبدو- لم تحرر شيئا سواء في صحيفة العرب أو مجلة الخزانة، حيث اقتصرت مهمتها على رئاسة التحرير والاشراف الفعلي على ادارة سياستها وتوجيه كتابها والعاملين فيها. 
ونتيجة البحث والتقصي الدؤوب في معظم الصحف والمجلات الصادرة في العراق انذاك فقد اهتدينا الى اول مقال كتبته إمراة في العراق وهو بعنوان ( الى طائفة من العراقيين ) والموقع بأسم مستعار هو ( كلدانية عربية عراقية ) والمنشور في مجلة دار السلام البغدادية التي كان يصدرها المرحوم الاب انستاس الكرملي في عددها 11 من المجلد الرابع – السنة الرابعة والصادر في 29 آيار 1921، جاء فيه:
"اذا اردتم أن تعرفوا رقٌي أمة فانظروا الى نسائها (نابليون)، وتحقيقا لذلك راجعوا تاريخ العالم الماضي والحاضر، ففانكم ترونه يفصح لكم عن منقلب أمم وقبائل شتى منها متمدنة ومنها جاهلة، منها مجتهدة قوية ومنها خاملة ضعيفة. ثم انعموا النظر في الضعيفة منها تروها لم تفد المجتمع البشري فائدة تذكر، فهي مجردة من صفات المدنية وقد احاط بها الخذلان والجهل لجهل نسائها. واما تاريخ الاجيال القوية فأنها قد أفادت الالفة بما أفاضت عليها من جلال النعم والمبرات الكبرى فدفعتها الى الامام منقادة الى النجاح بفضل رجالها العظام الذين لم ينشأوا الا في احضان الامهات التي هي المدارس الاولى للاطفال. ومثل هذا القول قل عن الامم المعاصرة لنا من رفعة في القدر، ومن منحطة في السعي، فانها كلها تفصح لك عن ان الامة التي تتركب من عنصري متساعدين متناصرين هما عنصر الذكر وعنصر الانثى على هذه الصورة انشأتهما الطبيعة، ولهذه الصورة يفلحان وينجحان".
وهو المقال الذي ادعته مريم نرمة لنفسها اثناء اللقاء الصحفي الذي اجرته معها مندوبة جريدة الجمهورية البغدادية ليلى البياتي في الملحق الاسبوعي للعدد 470 في 41/6/1969عشية تكريما من قبل وزارة الاعلام العراقية كرائدة للصحافة العراقية بمناسبة العيد المئوي للصحافة في العراق، وبذا يكون هذا المقال اول مشاركة للمرأة العراقية في تاريخ صحافة العراق، مالم تثبت الايام لاحقا خلاف ذلك، لاسيما وانه قد مضى قرابة مئة عام دون ان يدعي احد عائدية المقال له، وتكون السيدة مريم نرمة أول إمراة عراقية تلج عالم الصحافة، وتستحق بجدارة لقب ( أول صحفية عراقية )، لاسيما وقد عثرنا في صحافة العراق مايعزز هذا الرأي في مقال لمريم نرمة بعنوان ( يوسف القديم ويوسف الجديد ) والمنشور في مجلة نشرة الاحد، السنة الاولى، العدد 12 في 19 آذار 1922بتوقيع (مريم نرمة الكلدانية العراقية) لتغيره فيما بعد الى (اختكم مريم نرمة الكلدانية) ثم (مريم نرمة الكلدانية) في كتابات لاحقة، ليستقر لقبها اخيرا باسم (مريم نرمة) وهو ماعرفت به لاحقا طيلة حياتها واعتمدته في جميع كتاباتها، نقتطف منه مايلي:
" أقام الله يوسف بن يعقوب رئيسا على جميع ارض مصر واودعه خزائنها واختار يوسف بن يعقوب الثاني سيدا على بيته وائتمنه على أخص كنوزه وهي مريم البتول الطاهرة، رأى يوسف الأول رؤية سرية : رأى الشمس والقمر والكواكب تسجد له، وفي بيت الناصرة رأى يوسف النجار الشمس الإلهية والقمر السري أي ألام القديسة يحترمانه ويخضعان له. 
كان يوسف الأول عفيفا نقيا طاهرا. ففاقه يوسف القديس بطهارته وعفته إذ كان بتولا وهو عائش مع عذراء. 
وجد يوسف القديم حظوة عند فرعون ملك مصر وكان يوسف الجديد اشرف القديسين حظوة ومكانة عند الله رب الجنود إذ جعله مربيا لابنه الوحيد وقرينا لامه البتول.
لم ير يوسف الأول المخلص الذي آمن به وتاق إلى رؤيته واسعد الحظ يوسف الثاني أن يرى المخلص الموعود به ويحمله على ذراعيه ويأكل معه ويساكنه مدة ثلاثين سنة ويموت على صدره".
ومريم نرمة هي مريم روفائيل يوسف رومايا، ولدت في 3 نيسان 1890 في قضاء تلكيف التابع لمحافظة نينوى، ولقبت ب (نرمة) وهي كلمة كلدانية - فارسية الاصل تعني اللطيفة والناعمة للطفها وظرافتها، لاسيما وانها كانت البنت الوحيدة بين سبعة اخوة ذكور. وظل هذا اللقب يلازمها طيلة حياتها وحتى الان.
وقد أصدرت نرمة في عام 1937 صحيفة نسائية عرفت باسم (فتاة العرب) بعد مضي اكثر من اربعة عشر عاما على صدور أول مطبوع نسوي في العراق، الا وهي مجلة ليلى.
صدر العدد الاول من صحيفة فتاة العرب بتاريخ 16 آيار 1937 في 16 صفحة من القطع الوسط (نصف حجم الجريدة الحالي. وقد استمرت بالصدور مرتين في الاسبوع يومي الاثنين والخميس، لتتحول الى صحيفة اسبوعية تصدر كل يوم خميس من كل اسبوع، ومجموع ما صدر منها 24 عددا فقط. وقد تولت طباعتها مطبعة الشباب ببغداد، فيما اتخذت من مسكنها في شارع مدحت باشا المسمى (عقد العريض) مقرا للصحيفة. 
ولم يكن مصير نرمة بافضل من معاصرتها بولينا حسون، فقد واجهتها ظروف صعبة وتحديات جمة كا في مقدمتها الصعوبات المالية التي بلغت 45 ليرة ذهب- بحسسب قولها. (صحيفة الانباء الجديدة، العدد 23، السنة الاولى، في 14 ت2 1964).
فأضطرت الى التوقف بتاريخ21 تشرين الاول 1937، الا انها اختلفت عن معاصريها ورفيقاتها في طريق الصحافة النسوية في انها لم تترك وطنها وبقيت في العراق وماتت ودفنت فيه. وربما يعود ذلك الى صلابتها اولا، وفي تجنبها الدخول في مسائل حساسة لايقبلها المجتمع كالحجاب الذي التزمت به حتى أخر يوم في حياتها، بل ركزت على مسالة تعليم المرأة.
توفيت نرمة بتاريخ 15 آب 1972عن عمر ناهز 82 عاما.
د. رياض السندي – سويسرا
14 حزيران 2016

oshana.iraq@gmail.com

الحمير وكلاء الله

  الحمير وكلاء الله أنا أقول دوماً ان فكرة الله هي افتراضية يفترضها البشر باعتبار ان هناك خالق لهذا الكون، اعتمادا على مبدأ ان لكل شيء سبب، ...