العراقيون ومعضلة البحث عن منقذ
د.
رياض السندي
مشكلة الإنسان الكبرى
إنه يتمتع بخيال واسع يقيده جسد ضعيف لا يلبي طموحات خياله. وهكذا، فإن الجسد هو
ثوب ضيق لروح كبيرة تسعى للانطلاق. وهذا يفسر لنا جموح الشعراء وقدرتهم على تأجيج مشاعر
الجماهير، وقد وصفهم القرآن الكريم وصفاً دقيقاً بقوله: " وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ،
أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا
لَا يَفْعَلُونَ. (1) وهذا يفسر لنا أيضاً رغبة الناس إلى أفلام الخيال العلمي.
كما هي رغبة كل فتاة في فارس الأحلام.
وفائدة الخيال إنه متنفس
الجسد في معاناته. وعندما تجد البشرية نفسها عاجزة عن دفع أي قوة قاهرة يصعب على
الجسد الضعيف التخلص منها فإنهم يتقاعسون ويضعفون وتتشتت قواهم ويغزهم التمزق
والتشرذم ويسيطر عليهم العجز. وهذه النتائج إنما هي أول ما تسعى إليه أي قوة عظمى،
وأول قاعدة عمل لها هي (فرق تسد) أو باللاتينية (divide et impera) والإنكليزية (Divide and conquer). (2) وربما لا
توضح الترجمة العربية هذا المصطلح بشكل دقيق وسلس، حيث إن الترجمة الأدق له هي (فرقهم
وسيطر عليهم).
وفي ظل حالات القهر هذه
والتي شهدتها مجتمعات عديدة على مّر التاريخ بسبب اعتماد القوة أساساً للتعامل في
معظم الصراعات الإنسانية حتى يومنا هذا، فإن خيال الإنسان ينطلق ليقدم الحل الخيالي
أو غير الواقعي. لذا فإن البشرية تنسج في خيالها تصوراً للمنقذ الذي سيأتي يوما
ما، ولأنه منقذ خيالي لذا يؤجل قدومه لفترة بعيدة هي (أخر الزمان)، لينقذ هذا
المجتمع البشري ويعيد له غابر مجده ويحقق له ما يريده من طموحات في الخيال، يغلب
عليها الانتقام من عدوه وقهره وإذلاله.
وقد رافقت فكرة البحث عن
منقذ أو مخلص معظم أصحاب الديانات السماوية في صراعهم مع القوى الأخرى بعد أن
قسمهم الدين إلى مؤمنين وكفار، وساد الصراع بينهم فإضطهدهم الكفار.
وهكذا ببساطة، ظهرت فكرة
المسيح الموعود لدى اليهود، أو عودة المسيح لدى المسيحيين، أو ظهور المهدي المنتظر
لدى المسلمين الشيعة. وهي ناتجة عن الاضطهاد وخسارة الطرف في المنازلة. ومن البديهي
أن لا تظهر هذه الفكرة عند الطرف المنتصر. (3)
ويوصف المنقذ على إنه البارقليط (روح الحق)،
ومهمته تحقيق العدل (يملا الأرض عدلا بعد أن ملئت ظلماً وجوراً)، ومن ابرز صفاته القوة،
(4) متمثلة في جيش جرار من (الملائكة) على خيول بيضاء وسيوف ذي حدين. (5) والواقع
إن هذه الصورة النمطية تقترب من صورة فارس الأحلام لكل فتاة عند الزواج.
ويمكن ملاحظة خصائص فكرة
المنقذ، وهي: -
1.
إنها وجدت لدى الطرف الخاسر.
2.
يصعب إثباتها على أرض الواقع.
3.
إنها قاصرة على استخدام القوة البدنية،
كما إستخدمها عدوهم من قبل.
4.
غايتها إعادة التوازن للحياة
وتحقيق العدل وإزالة الظلم.
5.
أن ذلك سيجري في أخر الزمان.
إن مفهوم القوة في فكرة
المنقذ أو المخلص هو مفهوم قاصر على القوة البدنية (الجسدية) ومنها يشتق مفهوم
القوة العسكرية، وهو مفهوم بدائي رافق بدايات تطور الفكر البشري، وهذا ما نجده عند
الأطفال الذين يتبارون ويتفاخرون أثناء منازعاتهم بقوة آباءهم وأقربائهم، أو عند
الرياضيين مفتولي العضلات. ألا إن التطور البشري أوجد أنواع أخرى من القوة، مثل
قوة المال (القوة الاقتصادية)، أو قوة العلم (التكنولوجيا). وربما تظهر لاحقاً
أنواع أخرى بفعل التطور.
والعراقيون ومنذ سقوط
عاصمتهم بغداد في 9 نيسان/أبريل 2003، وهي قلعة حصينة من قلاع الشرق الأوسط لا
تضاهيها سوى القاهرة، وما رافق ذلك السقوط من الدمار والقتل والتهجير وتبديد
الثروات وسرقة الآثار، مما ولّد لديهم شعوراً من القهر والخسارة والخذلان. وإستمر
شعور المرارة هذا يتزايد عندهم حتى بلغ حده بعد 13 سنة عجاف. فأخذت أبصارهم ترنو إلى
منقذ يخلصهم من معاناتهم هذه.
وفي خضم البحث عن منقذ، انقسم
الناس إلى من يتمنى الرجوع إلى لحظة ما قبل السقوط، حيث يرى هذا الفريق إن ذلك
الزمن هو الأجمل، ويحلم بالعودة إلى (الزمن الجميل)، ويصفهم خصومهم بالدعوة الى
نظام (البعث) السابق. ويرى فريق معارض (فريق السلطة) بإعطاء فرصة أكبر لحكام اليوم
بالتجريب والتعلم على حساب الشعب (التجريبين) على أمل الإصلاح البطيء يوما ما.
ويرى فريق أخر بضرورة التريث والانتظار لحين تحسن الأوضاع، وهذا الفريق هو فريق (القدريين)
الذين يومنون بالقضاء والقدر. والجميع ينتظر المنقذ القادم.
إلاّ أن العراقيين- وللأسف-
وقعوا بنفس الخطأ الذي وقع فيه اليهود قبل أكثر من 2500 سنة، حين رسموا في خيالهم
صورة المخلص الذي سمّوه "المسيح" أي الممسوح بالدهن المقدس. (6) في إشارة لتمتعه بالسلطة، حيث
صوروه بأنه شخص قوي من نسل الملوك (الملك داود) مولود من امرأة بلا زواج، وهو
يمتاز بقوة جبارة يقضي بها على خصومهم وأعداءهم ويسلمهم لهم لإذلالهم وإهانتهم
ومحاسبتهم لما فعلوه بهم. وهذا هو سبب رفضهم يسوع الناصري، وأنكروا أن يكون
المسيح، فتعاليمه تدعو لمحبة الأعداء والتسامح معهم وغفران ذنوبهم وعدم مقاومة
القوة بالقوة. (7) ومن الطبيعي ألا يناسب
هذا الكلام أي مظلوم أو مضطهد، لذا رفضه اليهود وحاربوه ووشوا به لدى الحاكم
الروماني الذي كان يضطهدهم، ومازالوا حتى اللحظة ينتظرون مجيء المسيح. وبعضهم قال
إن بن غوريون هو المسيح الموعود.
وإذا استعرضنا تاريخ
حكام دولة العراق الحديث التي قامت عام 1921، فإن كل حكامها كانوا مفروضين من
الخارج وجاءوا وفقاً لإرادات دولية بإستثناء عبد الكريم قاسم الذي فأجأ الجميع
بسرعته، ولم يثبت عنه حتى الآن ارتباطه بأي أجندة دولية خارج العراق، وكل ما يرد
في تاريخه هو فقط لقاءه بعد الثورة بساعات بالسفير الأميركي في بغداد بناءً على طلب
الأخير، ولا توجد أي معلومات عن هذا اللقاء. ففي الحكم الملكي، فأن فيصل بن الحسين
وابنه غازي وحفيده فيصل الثاني قد جلبهم البريطانيون من الحجاز لحكم العراق. أما الأخوين
عارف، عبد السلام عبد الرحمن، فأن دعم الغرب لهما كان واضحاً عبر جمهورية مصر
العربية أيام عبد الناصر. أما مجيء حزب البعث إلى السلطة في العراق، فأن عبارة أول
مسؤول لحزب البعث فؤاد الركابي واضحة عندما قال: لقد جئنا على قطار أمريكي، وعلاقة
صدام بالولايات المتحدة ليست أكثر من علاقة تلميذ مشاغب أسقطه أستاذه بخطة طويلة. أما
سياسيو عراق اليوم فقد جاءوا على ظهور الدبابات الأمريكية عام 2003 وجنسياتهم الأجنبية
معروفة.
وهذا يفسر لنا ما يردده
المواطن العراقي البسيط ومنذ زمن بعيد بانه "لم يأتينا شريف لحكم
العراق" وأعتقد إن المقصود بالحاكم الشريف هو العراقي الوطني، المخلص،
الشجاع، المستقل، النزيه والعادل.
وهكذا نجد العراقيين
يندفعون نحو أي شخص تتوفر فيه هذه الصفات. ورأينا كيف إندفعت الجماهير نحو السيد
مقتدى الصدر وإقتحموا المجلس الوطني (البرلمان) في 30 نيسان 2016، ثم اقتحموا بعد
عدة أيام مبنى رئاسة مجلس الوزراء. وأخيرا هتفت الناس يوم 1 آب/أغسطس من هذا العام
للسيد خالد العبيدي وزير الدفاع العراقي عند إستجوابه في البرلمان عندما كشف
بشجاعة وصدق ملفات كثيرة لفساد بعض النواب.
وفي الواقع، فإن
المسألة ليست بهذه البساطة. فالحاكم ليس إلا فردا، وهو مهما أوتي من قدرات فإنه لا
يستطيع أن يغير الأوضاع كالساحر. وحسبه أن يملك في أفضل الأحوال في تصوره خطة يسعى
لتطبيقها بمساعدة الشعب ومستخدماً في الوقت ذاته قوة القانون بحسب مقتضى الأحوال.
وفي وضع العراق الحالي
فإن الحاكم الجديد سيواجه كم هائل من المشاكل التي ستفشل مهمته وعليه مواجهتها
والتخلص منها إذا ما أراد لها أن يكتب لها النجاح.
واولى المشاكل التي
عليه مواجهتها والتصدي لها هو مشكلة التدخلات الدولية. وهذا يتطلب فرض سياسة
متشددة بعض الشيء داخلياً. فمعظم سياسيي عراق اليوم مرتبطين بدولة أو عدة دول
أخرى، وليس سراً أن تراهم يسافرون ويتصلون ويقابلون مسؤولي هذه الدول علناً،
وينسقون معهم ويخضعون لتوجيهاتهم لضمان مصالحهم حتى لو تعارضت ضد مصالح دولتهم. والأكثر
من ذلك، أن الكثير منهم قد فتح قنصليات لهذه الدول في محافظاتهم، ويتحينون الفرصة
لتحويلها إلى سفارات بمجرد استقلالهم كدول جديدة.
وفي ظل حالة كهذه كيف
يستطيع أي رئيس جديد أن يقنع الأكراد بعدم الذهاب إلى أميركا، ويقنع الشيعة بعدم
الذهاب إلى إيران، ويقنع السنة بعدم مراجعة السعودية، ويقنع التركمان بعدم التنسيق
مع تركيا، ويقنع المسيحيين بعدم مخاطبة الفاتيكان. إنها حقاً معضلة كبيرة.
وثاني المشاكل التي على
المنقذ القادم أن يواجهها، وكما تصورها فكرة المهدي المنتظر في محاربة رجال الدين
الذين أساءوا استخدامه لغايات خاصة، هي مشكلة الدين، وهذه المشكلة هي الأصعب والأعقد
وهي بمثابة العقدة في المنشار. فالمعروف عن الشعب العراقي إنه شعب متدين، بدليل
كثرة المزارات والمساجد والكنائس وغيرها. وكثيرا ما تختلط المفاهيم الدينية
بالسياسة وأمور الحكم. وهذا يشكل عائقاً كبيراً أمام أي حاكم للعراق يسعى لتطويره
وجعله دولة مدنية مثالية. ففي مختلف المناسبات الدينية وما أكثرها، (8) فإن غالبية
موظفي الدولة يعطلون عن الدوام الرسمي، دون موافقة الدولة، كل مؤسسات الدولة
والمصانع بما يعطل الحياة العامة ويلحق الضرر بالدولة عموماً. والغريب، أن العديد
من الدول تسعى لتشجيع هذا التوجه الديني للتأثير في المجتمع العراقي، وقد شهدت
بنفسي قيام السعودية بأنشاء جامع كبير في قرية مهجورة شمال العراق، ولو كانوا
جادين في تحسين نمط حياة العراقيين لبنوا لهم عدد من الدور السكنية لضمان عودتهم إليها
بدلا من مسجد مهجور. والأدهى من ذلك، أن دول غير مسلمة في توجهاتها كالولايات
المتحدة وإسرائيل تشجع على ذلك، في ظل تغييب للعقل المجتمعي دينياً، حتى غدا الدين
وسيلة للتدخل وأداة لتحريك الناس وإثارتهم يساعدهم في ذلك طبقة من رجال الدين. وقد
أدرك عالم الاجتماع العراقي المعروف الدكتور علي الوردي حالة التناقض التي تعيشها
مجتمعاتنا بقوله:" لو خيروا العرب بين دولتين علمانية ودينية، لصوتوا للدولة
الدينية وذهبوا للعيش في الدولة العلمانية". ويواجه إقامة الحكم المدني في
العراق إسوة بالدول العربية والإسلامية مفاهيم وتصورات دينية للحكم تتناقض تماما
مع الدولة المدنية، حيث تحرم هذه المفاهيم وصول غير المسلم والمرأة إلى حكم
الدولة. في حين إن المجتمعات المتقدمة قد سبقتنا إلى ذلك.
المشكلة الأخرى وليست الأخيرة،
وهي نمط حياة العراقيين. فالعراقي خليط من العادات والتقاليد والمفاهيم البدائية
التي لا يريد تغييرها أو ليس من السهل تغييرها. وهذا النمط من الحياة يشكل عائقاً
أمام التوجه الجاد للتغيير نحو الأحسن. فما زال المجتمع العربي-الإسلامي مجتمعاً
ذكورياً يمجد القوة ويستخدمها أداة للتعامل اليومي حتى ضمن العائلة الواحدة. وهذا
ولّد ظلما وتعسفا وقهرا تجاه الفئات الضعيفة في المجتمع كالنساء والأطفال
والمعاقين. وهذا النمط تتداخل فيه تصورات دينية وأعراف مجتمعية وفلسفات غبية التي
تتعارض مع مفهوم الحرية الذي ينشده كل إنسان، وتتعارض كذلك مع مفاهيم العلم أيضاً
وتصل إلى حد السذاجة، فالغالبية تندهش لظل رمز ديني على حجر أكثر من إختراع دواء
للسرطان. وقد سعت بعض الحكومات المتعاقبة على حكم العراق إلى وضع حلول جزئية
لتحسين الصورة النمطية مثل تعيين امرأة بمنصب وزير، وما إلى ذلك، إلا إنها كانت
حلولا ترقيعية لمشكلة كبيرة. إن أفضل حل لذلك هو تعليم المجتمع الذي مازال يرى
نفسه عاجزا عن التقدم، كما كان الحال قبل 200سنة، وتشكل ظاهرة كتاب العرائض النمط
التقليدي لمجتمع جاهل لا يعرف القراءة والكتابة رغم تعلمه.
واحد اهم جوانب نمط
الحياة هذه هو الجانب الاقتصادي فيه الذي بدد ثروات كثيرة كان بالإمكان الاستفادة
منها لاحقاً. فالعراقيون على خلاف مع الاقتصاد، وينتقدون الشخص الاقتصادي ويتندرون
به. وحتى اليوم فالعراقيون مازالوا مسرفين عند وجود أي ضيف أينما كانوا. وعلى
العكس نجد إن المجتمعات المتقدمة تقتصد حتى في الماء، وكل من سافر إلى إحدى دول
الغرب لابد وان يتذكر إنقطاع الماء بعد عشر ثوان في أي مكان عام للاغتسال. وربما
يعود التبذير إلى روح الغنائم والخراج المتأصلة في المجتمعات العربية-الإسلامية
حيث إن الأموال ترد بسهولة لذا يسهل إنفاقها، إضافة لظهور النفط في الدول العربية،
وهو مصدر ثراء سهل.
فما الحل إذا في ظل هذه
الصورة القاتمة؟
إبتداءً، أن الحل هو
بمنقذ جماعي، فعمل الدولة، ليس عملا فردياً بل هو عمل جماعي يتشارك فيه جميع أفراد
الشعب لتحقيق الدولة المثلى.
ثانيا. يجب وضع تصور
عام لشكل الحياة المطلوب إقامتها في العراق، معتمداً على آخر التطورات والتجارب
البشرية في العالم، مع مراعاة الخصوصية الشرقية ومؤامتها مع التطور المنشود.
ثالثا. إعتماد العلم أساسا
لهذا التطور، وهذا يقتضي إعطاء دور أكبر للعلماء وتقديمهم عند التنافس.
رابعاً. التخلص من
المفاهيم البالية التي تعيق هذا التطور وترسخ حالة الاستبداد والقهر.
خامسا. مراعاة حقوق الأخرين
بغض النظر عن دينهم وقوميتهم وجنسهم ولون بشرتهم وحالتهم الاجتماعية.
وأخيراً، وبعد إدخال
العراق في دوامة الصراع المذهبي الشيعي-السني خلال أكثر من عقد مضى، فإن البحث عن
منقذ يجب أن يكون من خارج هذه الدائرة، شرط أن يكون عراقياً وطنياً مستقلاً عادلا
وحازماً ومؤسسا لحكومة مدنية شاملة، يحافظ على وحدة العراق ولا يسعى لتقسيمه، في
محاولة أخيرة لإبعاد شبح التقسيم والتجزئة التي تسعى لها أطراف عراقية عديدة
إنسياقاً لأجندات دولية.
د. رياض السندي
دكتوراه في القانون الدولي
جنيف- سويسرا
الهوامش
والمصادر
- القرآن الكريم، سورة الشعراء.
- فَرِّق تَسُدْ هو مصطلح سياسي عسكري اقتصادي الأصل اللاتيني له"divide et impera". ويعني تفريق قوة الخصم الكبيرة إلى أقسام متفرقة لتصبح أقل قوة وهي غير متحدة مع بعضها البعض مما يسهل التعامل معها كذلك يتطرق المصطلح للقوى المتفرقة التي لم يسبق أن اتحدت والتي يراد منعها من الاتحاد وتشكيل قوة كبيرة يصعب التعامل معها. وسياسة فرق تسد ليست بسياسة جديدة بل هي قديمة قدم السياسة نفسها حيث طبقها السومريون والمصريون واليونانيون القدماء لتفكيك قوى أعدائهم وتحييد هذه القوى من خلال توجيهها داخليا واحدة ضد الأخرى. والاستعمار في شكله الحالي ومنذ نشأته في بداية سبعينات القرن التاسع عشر طبق هذا الأسلوب القديم في السياسة لنفس الأغراض والأهداف ومن أجل إضفاء الشرعية على احتلاله لبلد ما من خلال الظهور. ويبدو أن سياسة فرق تسد تأتي بعد مرحلة فرق تغزو، لأن استعباد شعب ما والاستيلاء على أراضيه وثرواته يتطلب أولاً إنهاك قواها العسكرية والاقتصادية لغرض تسهيل العملية وتقليص تكاليفها. وهذا يتم عادة من خلال إثارة الفتنة الطائفية والتحريض على العنصرية ونشر روح الانتقام بين الطوائف والطبقات المكونة لهذا الشعب وإشعال حروب داخلية وخارجية تنتهى بإنهاك قوى كافة الأطراف. ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.
- الفارقليط (باليونانية: παράκλητος) (باللاتينية: paracletus) مصطلح يوناني كويني يعني المعين، استخدم في العهد الجديد للإشارة إلى الروح القدس في المسيحية.
- 11 الأمين الصادق: ثُمَّ رَأيتُ السَّماءَ مَفتُوحَةً، وإذا بجَوادٌ أبيَضُ، وَالرَّاكبُ عَلَيهِ يُدعَى "الأمين الصادق"، الذي يحكم بِالعَدلِ وَيُحارِبُ. 12 عَيناهُ كَنارٍ مُلتَهِبَةٍ، وَعَلَى رَأسِهِ تِيجانٍ كثيرة. لَهُ أسْمٌاء مَكتُوبٌة عَلَيهِ لا يَعرِفُها أحد سِواهُ. 13 يَلبِسُ ثَوباً مَغمُوساً بِالدَّمِ، وَاسْمُهُ «كَلام اللهِ» 14 وَتَتبَعُهُ جُيُوشُ السَّماءِ عَلَى خُيُولٍ بَيضاءَ، يَلبِسُونَ كِتّاناً أبيَضَ نَقِيّاً. 15 وَخَرَجَ مِنْ فَمِهِ سَيفٌ حادٌّ ذو حدين لِكَي يَضرِبَ بِهِ الأُمَمَ. سَيَحكُمُهُمْ بِعَصاً مِنْ حَدِيدٍ، وَسَيَعصُرُهُمْ كَالعِنَبِ فِي مِعصَرَةِ سَخَطِ الإلَهِ القَدِيرِ. 16 وَعَلَى ثَوبِهِ وَعَلَى فَخذِهِ اسْمٌ مَكتُوبٌ: «مَلِكُ المُلُوكِ وَسَيّد السَّادَات.» (سفر الرؤيا).
- ﴿بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾.
- مسيح، في اللغة العبرية هي "ماشيح - מָשִׁיחַ" من الفعل "مشح" أي "مسح" ومعناها في العهد القديم الممسوح بالدهن المقدس، ونقلت كلمة "ماشيح" إلى اللغة اليونانية كما هي ولكن بحروف يونانية " ميسياس -Мεσσίας" ومن ثم ترجمت ترجمة فعلية " خريستوس -Хριστός" من الفعل اليوناني " خريو -chriw" أي يمسح؛ وجاءت في اللاتينية " كريستوس ـ Christos" ومنها في اللغات الأوربية " Christ"؛ كانت عملية المسح تتم في العهد القديم بواسطة الدهن المقدس الذي كان يصنع من زيت الزيتون مضافًا إليه عددًا من الطيوب (سفر الخروج 22:30-31)، وقد ظل هذا التقليد حتى أيامنا هذه في المسيحية في سر الميرون؛ وكان الشخص أو الشيء الذي مسح يصبح مقدساً ومكرساً للرب؛ وحصر استخدامه للكهنة، الملوك والأنبياء (خروج 30:30)؛ ولهذا دعوا بمسحاء الرب (المزامير 15:105)، ومفردها "مسيح الرب" (صموئيل الثاني 1:23)، ويصفهم الله بمسحائي (أخبار الأيام الأول 22:16)؛ لكن الوحي الإلهي في أسفار العهد القديم يؤكد أن هؤلاء "المسحاء" جميعاً؛ كانوا ظلاً ورمزاً للآتي والذي دعي منذ داود فصاعداً بـ "المسيح"، وكانوا جميعاً متعلقين بمسيح المستقبل الذي سيأتي في ملء الزمان ودعاه دانيال النبي المسيح الرئيس (دانيال 24:9)، و"المسيح" و"قدوس القدوسين" (دانيال 25:9)، لأنه سيجمع في شخصه الصفات الثلاث: الكاهن والنبي والملك؛ وهذا الشخص وفق العقيدة المسيحية هو يسوع، بينما لا تزال الديانة اليهودية تنتظر قدومه.
- أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ. وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ.(متى 5، 44-45). وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا. (متى 5، 39).
- على سبيل المثال، فإن لدى الشيعة اثنا عشر إماما، ولو أرادوا الاحتفال بذكرى ولادتهم ومناسبة وفاتهم، فإن ذلك يقتضي تعطيل الدوام الرسمي كل خمسة عشر يوماً. وإذا ما رافقتها حوادث أخرى كالجرح فذلك يعني إن التعطيل سيسري كل عشرة أيام. وهكذا لبقية طوائف الشعب.