الخميس، 27 فبراير 2025

القضية الكردية في دقائق معدودة وأيام محسومة.

القضية الكردية في دقائق معدودة وأيام محسومة.

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=859517


ما اكتبه هو نظرة للمستقبل، ولا علاقة لي بأي دولة أو حزب، ولا أتقاضى مال من احد، وحتى راتبي لا استلمه منذ اثنتي عشرة سنة، كل هذا من اجل ان أبقى حراً. اعلم إن الحقيقة مؤلمة، ولكن هذا هو الواقع الجديد. 


بعد سقوط النظام السوري، واجه الأكراد في سوريا ممثلين بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) وضعاً جديداً، وسرعان ما جاء قائد هذه القوات مظلوم عبدي في زيارة غير رسمية لإقليم كردستان العراق بتاريخ ١٦ كانون الثاني ٢٠٢٥، والتقى بقادة الحزبين الديمقراطي والاتحاد، ومنحه قادة الاتحاد الجنسية وجواز السفر العراقيين، اما مسعود البارزاني وهو الأكثر حكمة من جميع الأكراد الذين عرفتهم، فقد كان موقفه مختلفاً عن الجميع، وكان ناصحاً لعبدي، وقال له بما معناه، لا تعتمد على امريكا، فرغم علاقتنا الطويلة فقد خذلتنا يوم الاستفتاء، لا بل أصدرت الخارجية بياناً تقول فيه ان هذا الاستفتاء لا قيمة له قانوناً، ولهذا فالأفضل لك ولقسد ولأكراد سوريا هو التقرب للحكومة المركزية، وبالفعل هذا ما حصل، فقد بارك عبدي للرئيس الجديد أحمد الشرع وبدات المفاوضات لدمج قوات قسد مع الجيش السوري، بعد ان قرر الشرع بعدم السماح بحمل السلاح خارج إطار الدولة، وإن موقف قسد يجب ان لا يستمر طويلا. 


واليوم، تحركت تركيا نحو حل جديد لهذه القضية التي تؤرقها منذ قرن كامل، فمنح قادة الحزب فرصة زيارة قائدهم عبد الله اوجلان المسجون في جزيرة ايمرالي والذي لم يرى النور منذ عام ١٩٩٩، حيث انتقل أوجلان تحت ضغوط الحزب والحكومة التركية من منفاه في سوريا إلى روسيا ثم أيطاليا ثم اليونان ثم وصل إلى السفارة اليونانية في نيروبي في كينيا، حيث أعتقل وأرسل إلى تركيا في فبراير 1999 في عملية أثارت سخطا كرديا حول العالم وأنهت الهدنة الأخيرة، وحوكم أوجلان في تركيا في 28 إبريل 1999 بتهمة الخيانة العظمى لتركيا وفقا للمادة 125 لقانون العقوبات التركي. وقد حكم عليه بالإعدام في 29 يونيو 1999 لقيامه بتأسيس وإدارة منظمة ارهابية مسلحة. أعلن حزبه هدنة جديدة في 1 سبتمبر 1999 وانسحبت قواته من تركيا إلى شمال العراق، وخضع الحزب لتغييرات سياسية من ضمنها إعلان بنهاية الحرب والانتقال للعمل السياسي. 

وبالأمس، اعلن حزب  الديمقراطية والمساواة إنه سيلتقي القائد اوجلان لفترة قصيرة بعد موافقة تركيا، وتجمع أنصار أوجلان بمئات الالوف في مدينة آمد التركية بأنتظار رسالة اوجلان، واعلن الحزب في خطاب متلفز قصير بأنه طلب إلقاء السلاح وحل الحزب لأنه نشأ في فترة عدم الاعتراف بحقوق الأكراد، وان الديمقراطية هي الحل الأفضل. 


وفي رأيي المتواضع، ان القضية الكردية تمر بمنعطف خطير في عهد إدارة ترامب الذي يسعى لحل مشاكل العالم وتحقيق السلام فيه. لذا فإن المنطقة وخاصة العراق مقبلة على تغييرات كبيرة، ستنعكس على القضية الكردية في العراق التي تمتعت بأعلى درجات الاستقلالية والتحرر، واثبتت كفاءة في إدارة الإقليم بما يجعلها جزءاً من العراق القادم وليس جزءاً منفصلاً عنه. 

هذا رأيي الشخصي، مع تمنياتي بالخير للعراق ولجميع العراقيين على اختلافهم.


د. رياض السندي 

كاليفورنيا في ٢٧ شباط ٢٠٢٥.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحمير وكلاء الله

  الحمير وكلاء الله أنا أقول دوماً ان فكرة الله هي افتراضية يفترضها البشر باعتبار ان هناك خالق لهذا الكون، اعتمادا على مبدأ ان لكل شيء سبب، ...